الحسين(ع)إطلالة وتقويم

111111بادئ ذي بدء ، السلام عليك سيدي أبا عبد الله الحسين، يا مولاي و نور قلبي يا مهجة الروح وشفيعنا مع جدك و أبيك و أمك و أخيك وأولادك الطاهرين المعصومين عليهم الصلاة و السلام ... .

نحن بذكرى استشهاد سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة ، وسبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيدنا الإمام الحسين، هذه الذكرى الحية في ضمير الأمة من عهد النبي الأكرم (ص) و عبر الزمن الإسلامي كله، حيث التعرف على مسيرة السبط الحبيب، ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، هذا الإمام العظيم الذي كان بجدارة المصلح الأول بعد أبيه وأخيه و جده الرسول الأعظم (ص)، لأنه قال عن نفسه سلام الله عليه، قال عندما خرج مستنكراً على مستكبر زمانه يزيد، قال: " لم أخرج بَطِراً ولا أَشِراً ، وإنما خرجت أطلب الإصلاح في أمة جدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ".وددت من هذه السطور المتواضعة أن أدعو كل مخلص للحسين الإمام و الإنسان و الثائر المصلح، ليطل على أبي عبد الله الحسين عليه السلام، ويحتضن الحسين في عقله و قلبه وحركته، لأن عنوان الإسلام " الحسين" في هذه الأيام يتعرض لمحاولة تحوير، ومسيرته و ثورته يسعى المتعالمون في هذا الزمان لتصويرها اجتهاد من الحسين لا أكثر و لا أقل، بحيث يصبح ظالم زمانه، سلطان منحرف وتنتهي الحكاية، كما تم التعامل مع أبيه في صفين و أخيه في الصلح، الحسين لم يسلم من الظلم التاريخي، حيث بإسم الثقافة الإسلامية تحرف آفاق ثورة الحسين، لأن القراءة الفاقدة للعدل أو المنطلقة من الجهل أو النابعة من العقل الجمعي الغالب على الكنتونات الإسلامية، كلها لا تقدر على قراءة مسيرة الإمام الحسين عليه السلام برحابة و صدق و موضوعية و ضمن شمولية و عمق و آفاق الإسلام الأصيل، الذي يتجسد بأبهى و أزكى و أنقى صوره في سور و آيات الثقل العظيم كتاب الله الكريم، المقابل لصنو أهل البيت عليهم السلام...الحسين ثار بحقيقة إسلامية ناصعة البياض،كيف لا؟و مّن من القوم يجرأ على مناقشة الحسين في خروجه، على السلطان الجائر المستحل لحرم الله الناكث لعهد الله  المخالف لسنة رسول الله العامل في عباد الله بالإثم و العدوان، في زمانه؟ إلا من عمي عن معرفة الحسين،و من لا يحترم الحسين و لا يريد للحسين أن يفضح نفاق الواقع و التاريخ ، الحسين كاشف لكل الانحراف عبر التاريخ، حيث نفهم أن من لا يقبل عنوان الحسين بثورته و ثقافته و آفاقه الإصلاحية و كله، و يرفض الحزن على الحسين،ذلك الحزن الصانع للوعي الإسلامي الصحيح، مثل هذا يخاف القرب من الطهر و الصفاء و الإسلام الأصيل، فيسعى للهروب بكل حماقة و مواربة من اللقاء بالحسين فيجعل عاشوراء سرورا! ترى أي الروايات أقرب للوعي الإسلامي الرواية المروية حول نجاة نبي الله موسى (ع) في يوم عاشوراء أم الروايات القوية السند و المتن في أسفار الحديث و التاريخ و التي تصرخ عبر الزمن الإسلامي كله، بأن الحسين قتله أشقى الأشقياء و سبا حرمات رسول الله ؟ بالله عليكم أيهما أقرب؟ يكفي لنا في جواب مولاتنا المرأة العظيمة بنت رسول الله الحوراء زينب أخت السبط الشهيد العالمة غير المعلمة عليها السلام، أسوة في ثبات اليقين ودوام الاستقامة و معدن الصبر و الرضا بالقضاء و القدر، حيث نقول لمن جعل عاشوراء يوم السرور: كد كيدك و أسعى سعيك و ناصب جهدك، فوالله لن تمحو ذكر الحسين و أولاد الحسين و لن تميت عبر و عبرات التاريخ...تاريخ الحسين و أهل البيت عليهم السلام وذكرياتهم، بالنسبة لنا نتلقى فيها دروساً وعبر، نريد أن نتصل بالماضي على أساسٍ من أستاذية الماضي فيما يخص بعضَ ما أفرزه هذا الماضي،نستفيد من الماضي ونقدّم للحاضر ونؤصِّل للمستقبل، وبذلك نكون قد استفدنا من الأزمنة الثلاثة،و الحسين من رسول الله من أحبه أحب رسول الله ولا يمكن أن تحب رسول الله و لا تحزن على الحسين و من لا يبكي الحسين كما بكى عليه رسول الله و هو حي أمامه، فإن قلبه عليل و إسلامه مغلول بالجهل و الهوى..؟! اللهم إني أسألك بحق رائد عاشوراء، وبحق جده النبي الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أن تجعلنا على مستوى عاشوراء نفيد منها في أبعادها ونفيد من أبعادها العبر التي تعود علينا بالنفع في حاضرنا وفي مستقبلنا...و الله من وراء القصد

(*) كاتب و باحث إسلامي

من مؤلفاتنا