مشاركة (صوتية) في قناة أهل البيت (ع)

ahlulbaitملخص مشاركة (صوتية) لي في قناة أهل البيت (ع) الفضائية في البرنامج المباشر حول الاعلام الإسلامي

أجري اللقاء في 28/10/2010م

مقدم البرنامج: برأيكم هل توجد أسس وضوابط للاعلام الاسلامي المسؤول. يمكن اعتبارها هي المحور للخطاب الديني . أم ترك باب التبليغ عن هذا الدين مفتوحا على مصراعيه من دون ضوابط ؟ يعني هل هناك قصور تشريعي في هذا المجال؟

 

.

الجواب: الإسلام كما يهتم بالمقاصد والغايات فإنه يهتم بالوسائل والآليات..

فهو يهتم ببيان الأهداف والغايات ويحددها للإنسان، ويضع الضوابط لهذا المسار لكي لا تنحرف المسيرة. ولكي تعينه في الوصول إلى الهدف.

واهتمام الدين بأن تكون الوسيلة صالحة ومحللة، لا يعني أنه يقسر الناس على طريقة وإنما يضع الضوابط التي تحفظ من الانحراف.. وتضمن الاستقامة.. وفي ذات الوقت تترك المجال لحالة الإبداع لتحلق بنفسها، محافظة على الحدود الشرعية المقررة.

وفي ميدان الإعلام الإسلامي، نرى أن الإسلام وضع مجموعة ضوابط للتبليغ للدين والقرآن ولأهل البيت (ع).. ويمكننا أن نقول بأن هذه الفكرة تحويها القاعدة التالية: (أنك تبلغ لأهل البيت (ع) بأسلوب أهل البيت (ع)) لا باسلوبك أنت..

لذلك نرى أن من الضوابط المقررة في الفقه الإسلامي، والفقه هو المادة القانونية التي تشرع للفرد وللمجتمع وللمؤسسات نهجهم الذي ينتهجونه، فعلى سبيل المثال نرى:

1/ حرمة قول الزور والبهتان والقذف.. مما يشمل الغناء اللهوي، ويشمل الأخبار الكاذبة..

2/ عدم البذاءة في اللسان والفحش في القول مما سمي بالهُجر في الشريعة ، وعن النبي (ص): (إن من شر عباد الله من يكره مجالسته لفحشه)..

3/ الإنصاف والعدل (ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى).

4/ عدم هتك الأسرار.. وخدش الحياء وغيرها..

وذلك لحساسية أمر الإعلام، والاعلام هو لسان الأمة ورسالتها التي تبلغها للناس.. وحساسيته أكثر من غيره لأن تأثيره أوسع..

وهنا أنقل حديثاً جميلاً في هذا المعنى، كما ورد عن النبي (ص):

(يعذب الله اللسان بعذاب لا يعذب به شيئا من الجوارح، فيقول: يارب عذبتني بعذاب لم تعذب به شيئا من الجوارح، فيقول:

خرجت منك كلمة فبلغت مشارق الأرض ومغاربها فسفك بها الدم الحرام وانتهب بها المال الحرام وانتهك بها الفرج الحرام)..

مقدم البرنامج: تحدثتم عن الإبداع، كيف يضمن الإسلام الإبداع في المجال الإعلامي، وانتم تتحدثون عن ضوابط..

الجواب: نحن نتحدث عن ضوابط وليس مواد تكبل الإنسان، هذه الضوابط مهمتها الحفاظ على روح الصدق وروح العدل وعلى المصداقية لثقافة الناس التي يتلقونها، ولكي لا يتعدى أحد على الآخر في حقوقه.. لذلك شرع الشرع مجموعة من الأحكام التي تضمن ذلك، كما ذكرنا بعضها..

ويبقى أن ساحة الإبداع فيما عدا ذلك واسعة جداً، يمكن للفكر أن يحلق في سمائه، من الناحية التقنية أو الأداء والتقديم والشكل وماشابه ذلك..

مقدم البرنامج: برأيكم هل اعلامنا الذي يتحلى بالمسؤولية . مواكب للتطور السريع في الاحداث . ام هو لايزال متأخر

ومقصر في حق اهل البيت عليهم السلام ؟ ومن يتحمل المسؤولية - الجمهور - أم الدعاة ؟

الجواب: المسؤلية مشتركة، لايمكن أن يحلق مشروع الدين بجناح واحد، إن الله تعالى يريد من الناس التعاون (وتعاونوا على البر والتقوى) وهذه قاعدة فيها شمولية بل استغراق في الشمولية.. الدعاة بحاجة إلى دعم الجمهور والمجتمع، وكذالك الجمهور بحاجة إلى جهود الدعاة.. ولأن كل فئة تحتاج إلى الأخرى إذاً فإن المسؤولية مشتركة..

وعندما نتحدث عن تقصير، فإننا لا نستنقص من العاملين في هذا الطريق، إنما نقرر بأن فضل أهل البيت ومكانة أهل البيت (ع) وحق أهل البيت (ع) من الصعب أن نعطيها حقها..

فهم الذين لم يدخرووا وسعا في سبيل إعلاء كلمة الله، والجهاد من أجل قيم الدين، ونشر الفضائل الإنسانية، من أجل عزة الإنسان وكرامته.. حاربوا الظلم وضحوا بأنفسهم في هذا السبيل.. فمهما قدمنا فإننا مقصرون بلا أدنى شك..

من مؤلفاتنا