المزار الرضوي (فضل وكيفية زيارة الإمام الرضا (عليه السلام)

الزّيارة هي صِلة وَصل بين الزّائر والمَزور، فزيارتنا لقبور ومشاهد أهل البيت &، لأنهم المَدد الإلهي والسّبب الرّباني الذي أُمرنا أن نتخذه وسيلة إلى الله تعالى، ووسيلة إلى بلوغ غايات الدنيا ومقامات الآخرة، وهم بما أعطاهم الله عزّ وجلّ من سلطة رحيمية في الخلق، وباعتبارهم أحياء عنده يُرزقون، يفيضون على زوّارهم بالعطايا والبركات، ويرعونهم في شؤون دنياهم وآخرتهم.

والزيارة هي مبدأ عقيدي يتجدّد بها العهد بين الزّائر والأئمة الطاهرين &، باعتبارهم العروة الوثقى التي أُمرنا أن نستمسك بها، لنأخذ بحجزتهم ونكون في ظلهم يوم القيامة، فقد ورد عن الإمام الرضا ڠ قوله: "إِنَ‏ لِكُلِ‏ إِمَامٍ‏ عَهْداً فِي‏ عُنُقِ‏ أَوْلِيَائِهِ وَشِيعَتِهِ، وَإِنَّ مِنْ تَمَامِ الْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَحُسْنِ الْأَدَاءِ، زِيَارَةَ قُبُورِهِمْ، فَمَنْ زَارَهُمْ رَغْبَةً فِي زِيَارَتِهِمْ وَتَصْدِيقاً بِمَا رَغِبُوا فِيهِ، كَانَ أَئِمَّتُهُمْ شُفَعَاءَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"^([1]).

يطيب لي أن أقدّم بين يدي زوّار الإمام علي بن موسى الرّضا ڠ هذا المَزار الرّضوي الميسّر، ليكون عوناً لهم على أداء زيارته بما ورد عن أهل البيت &، وما أُستفيد من كلماتهم المباركة.

وأسأل الله تعالى لزائري الإمام علي بن موسى الرضا ڠ التوفيق والقبول، وراجياً منهم أن يشملوني في مشهده المبارك بالدعاء والزيارة.

محمود الموسوي

البحرين، بني جمرة

كُتب: في مشهد المقدّسة

الجمعة، 2 من ذي الحجة 1446هـ

--------

([1]) الكافي، ج4، ص567.

لتحميل الكتاب من هنا