إحكام عدة الأئمة الإثني عشر

ahlalbait إحكام عدة الأئمة الإثني عشر

تغريدات السيد محمود الموسوي على صفحة تويتر @mmosawy

بمناسبة مولد أمير المؤمنين (عليه السلام)

.

1

نبارك لكم مولد الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، مولى الموحدين وإمام المتقين، أبو الأئمة الإثني عشر المعصومين المطهرين.

2

الولاية هي أعظم موضوع في الإسلام، ينبغي أن يحدد المرء منه موقفه بوضوح، إيماناً في مفهومه وحدوده، وما يفترض عليه من واجبات.

3

جاء في القرآن حول أهمية موضوع الولاية وضرورة التمسك بها للدخول في حزب الله (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ. وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ).

4

وجاء في سياق آية الولاية، التحذير من اتخاذ المنحرفين عن الدين أولياء: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)

5

وعن الإمام الباقر في ضرورة التمسك بالولاية كأهم دعائم دين الإنسان: (بُني الإسلام على خمس:على الصلاة والزكاة والصوم والحجّ والولاية، ولم يُنادَ بشيءٍ كما نُودي بالولاية، فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه.. يعني الولاية.

6

الولاية الإلهية التي أشار إليها القرآن الكريم وحصر الإيمان فيها، هي للأئمة الإثني عشر من بعد رسول الله (ص)، لا ينقص منهم واحد ولا يزداد فيهم واحد، فهذه الدائرة الإيمانية المقفلة من قبل الله ورسوله، وبذلك صدع النبي (ع) في الأمة طيلة حياته.

7

الحقيقة الولائية الإثني عشرية امتلئت بها كتب المسلمين من كل الفرق، فصار إحكام للعدد بشكل لا يقبل الريب أبداً، وهذا الإحكام العددي هو بداية الهداية لمن يتمسك به، وهو بداية الإنحراف لمن يفرّط فيه ويتجاهله.

8

اتفقت كتب أهل السنة على الإحكام العددي في ضرورة الإيمان بالإثني عشر إمام كدائرة إلهية مقفلة، لا تقبل النقصان أو الزيادة، فجاءت العبارة عن النبي (ص) (يكون من بعدي إثنا عشر خليفة كلهم من قريش).

9

روى من أهل السنة هذه الحقيقة الإثني عشرية بعد النبي (ص)، صحيح البخاري، ومسلم، ومسند أحمد، ومسند الطيالسي، وكتاب الفتن، وسنن الترمذي، والمعجم الكبير، والأوسط، والصغير، وسنن أبي داود، والملاحم، والينابيع، وغيرها، بالعديد من الروايات.

10

وفي كتب الشيعة تعتبر هذه الحقيقة من مسلمات الإيمان وضرورات المذهب الحق، وقد أضافت الروايات ذكر أسمائهم وصفاتهم وخصائصهم الإلهية التي يتفردون بها دون سواهم، بل وجعلت الخاتمية بالإمام المهدي المنتظر (عج).

11

روي عن النبي في المعراج بعد أن ذكر للنبي (ص) ضرورة تنصيب علي وصياً، أنه قال: فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار الأئمة بعدي اثنا عشر نوراً، قلت: يارب أنوار من هي؟ قال: أنوار الأئمة بعدك أمناء معصومون.

12

وقد جاءت الروايات العديدة في إحكام الإمامة في الإثني عشر فقط دون زيادة أو نقصان، بعدة أساليب، بعضها ما جاء في الكافي عن أمير المؤمنين (ع): (أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدثون).

13

ومن روايات إحكام الدائرة الإمامية الإثني عشرية، عن رسول الله (ص): يا علي إذا تمّ من ولدك أحد عشر إماماً فالحادي عشر منهم المهدي من أهل بيتي.

14

ولمزيد من الإحكام العددي الإثني عشري، ولبيان أنه عدد إلهي لا يقبل التغيير، وكي لا يحاول أحد التلاعب فيه بتأويلات مريضة،  فقد أحكم بآيات القرآن الكريم، فقال النبي (ص): الأئمة من بعدي عدد نقباء بني إسرائيل إثنا عشر. (وبعثنا منهم اثني عشر نقيباً)

15

ومن إحكام الإمامة الإثني عشرية بالقرآن الكريم، ربطها بقول الله تعالى: (فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً).. أحد عشر من صلب علي يكونون مع علي اثني عشر إماماً كلهم هداة لأمتك.. كما قال رسول الله (ص)

16

(وقطّعناهم اثنتي عشرة أسباطاً)، ومن الإحكام القرآني للأمة الإثني عشر، ربطهم بعدد الأسباط، فعن علي بن الحسين (ع): الأئمة من بعد رسول الله (ص) اثنا عشر عدد الأسباط، ثلاثة من الماضين وأنا الرابع، وثمانية من ولدي أئمة أبرار.

17

(إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله)، فعن الإمام الحسن عن عدد الأئمة قال: عدد الشهور الحلول. وفي روايات أخرى: عدتهم عدة أشهر السنة.

18

قال رسول الله (ص) في صفاتهم: الأئمة اثناعشر من أهل بيتي أعطاهم الله تعالى فهمي وعلمي وحكمتي وخلقهم من طينتي، فويل للمتكبرين عليهم بعدي، القاطعين فيهم صلتي، مالهم، لا أنالهم الله شفاعتي.

19

ومن صفات الإثني عشر إمام قال النبي (ص): .. أشار إلى علي فقال: إلى هذا فإنه مع الحق والحق معه، ثم يكون من بعده أحد عشر إماماً مفترضة طاعتهم كطاعتي.

20

عند تأسيس قاعدة الولاية الإلهية المحكمة بالمتواتر الصحيح من الروايات الكثيرة، فإنه ينبغي فهم أي رواية أخرى ضمن معطياتها ووفق هديها، فهذا هو طريق النجاة، فالروايات المعبرة بالمهديين، هم الأئمة عينهم، كما عن الصادق (ع): منا اثنا عشر مهديا مضى ستة وبقي ستة.

21

عن رسول الله (ص) لعلي (ع): وإن محبك وشيعتك ومحبي أولادك الأئمة من بعدك يحشرون معك وأنت معي في الدرجات العُلى وأنت قسيم الجنة والنار، تدخل محبيك الجنة ومبغضيك النار.

من مؤلفاتنا