الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن السؤال نصفه يدل على العقل والنصف الآخر يدل على الجهل أو المماراة غير الصادقة..


فأما سؤال أن الله هل هو موجود فعلاً أم لا، فالإجابة هو موجود ودلائل وجوده كثيرة،
فإن كل عقول الناس تسالمت أنه لايوجد مصنوع بلا صانع ، فلا مخلوق بلا خالق، ونحن نشاهد الخلق الكثير، فهذا يدل على أن لها خالقاً وموجداً لها..
لعل البعض يخطئ في التعبير، فهو لا يدري هل يريد الاجابة على سؤال هل الله موجود؟ أو سؤال هل الله واحد؟ أو أي سؤال آخر..
وكل سؤال له إجابته الدقيقة والتي تحتاج منا إلى تأمل برغم بساطتها..
لأن الحق بسيط وأن الله أراد من سائر البشر أن يؤمنوا به فقد جعله بسيطا ميسراً حيث خلق كل البشر على الفطرة التي يمكنها أن تقوده إلى الهداية..
السؤال الأول كان عن وجود الله أي عن أصل وجود إله وخالق لهذا الكون، ودليله هو دليل العقل والفطرة التي لا يختلف فيها اثنان، فبما أن الخلق موجود بالحس والمعاينة والتسالم بين سائر الناس، إذاً فإن خالق هذا الوجود موجود قبله وهو الذي خلقه..

قد يأتي سؤال آخر هو أين هو الذي خلق هذا؟ وما واجبنا تجاه ذلك الإله، هذه اسئلة أخرى..
إجابتها بكل اختصار أن الخالق هو الله الواحد الأحد، وهو كذلك لعدة أدلة منها دليل أنه لا يوجد إلا الله هو الذي ادعّى خلق الكون والخلق، وأرسل أنبياء يعرّفون الناس به وكانت لديهم الدلائل والبراهين..
ولم يدع أحد بذلك..
كما أن دليل العقل هو الذي يعطينا علماً بأن الله هو واحد لا شريك له، لما رأينا من تناسق في الكون وفي حركته بشكل دقيق.. فهذا دليل على أن الخالق واحد.. كما أن الأنبياء أيضاً أخبروا بذلك وأكدوا عليه..

وهنا سؤال لابد أن يسأله كل من لا يعتقد بوجود الله ووجود الخالق، لابد أن يساله نفسه بشكل صريح وواضح، وهو (إذا لم يكن هناك خالق للكون، فمن الذي أوجد هذا الخلق الدقيق وبكل حكمة؟؟
عليه أن يجيب على هذا التساؤل بشكل دقيق ومقنع لنفسه..
وعليه أن يجيب على سؤال، إذا لم يكن الله تعالى هو الخالق، فمن هو الذي خلق هذا الكون؟ وهل ادعى أحد ذلك؟ وما هو دليله؟

مع الأسف أن البعض يطرح الإشكالات ويشكك بها نفسه ، من أجل الهروب من الحقائق، ولكن الجدية أن يوجد إجابات إما على سبب رفضه وإما على البديل.. فكلما فكر الإنسان بهذه الجدية كلما اهتدى للحقائق لأنه سيكون مهتماً في الحصول على إجابات..

أما بخصوص السؤال الثاني أو الشق الثاني من السؤال، عن (إذا كان موجوداً أرني شكله).. فهو سؤال خاطئ من الأساس..
والسبب في ذلك أننا عندما نبحث عن الحق لا نطلب أن نفصل الحق على مطالباتنا أو مقاساتنا بل علينا أن نبحث عن الأسئلة لنحصل على الإجابات التي تتطابق مع الحق..
فكلمة ارني شكله تعني أنه لا يؤمن بالأشياء إلا التي يراها ، ولو بحث جاداً ووقف مع نفسه وقفة صريحة لوجد أنه يؤمن بالكثير من الأشياء ولم يرها.. مثل القوانين ومثل الكهرباء وغير ذلك.. بل الآن نجد أن علماء الفلك يؤمنون بالكثير من الملعلومات التي تتجدد عندهم ولم يرونها إلا عبر الحسابات ...
ولو سألناه هل يمكن أن تفرق بين سلك تمر فيه قوة كهربائية وبين سلك لا توجد فيه تلك القوة، فلن يستطع، إلا عبر الآثار الودلائل..
وهكذا الإيمان بالله تعالى لا يمكن أن نؤمن به إلا عبر دلائله الدالة على وجوده..

هذه المواضيع لا شك تحتاج إلى اهتمام من الشخص إذا كان جاداً.. وتحتاج إلى اطلاع ، وإن شاء الله يصل للحق فكل إنسان قادر على ذلك، إلا المعاندين..

هذا مختصراً وأسأل الله أن تكون فيه بعض الفائدة..
تحياتي ودعائي

محمود الموسوي

من مؤلفاتنا