الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

إن أصل التفريق بين الله تعالى وبين أوليائه في الذكر، هو أصل خاطئ، ومن يبني رؤاه على العزل بين الله وبين أوليائه في مجال الذكر والطاعة، فإنما يبني بنيانه على أسس واهية، لأن ذكرهم هو الله، نعم هم مخلوقون لله، والله ليس كمثله شيء، إلا أن الله تعالى جعل طاعة النبي (ص) هي طاعته وقال: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ).

إن جدليات التفريق هذه، سواء كانت باسم ثنائية (القرآن والسنة المطهرة) أو ثنائية (الله وأوليائه النبي (ص) وأهل بيته (ع))، هي جدليات تفتقر لمعرفة أهل البيت (ع) أو تفتقر لجدية التنبّه لدور أهل البيت (ع) في الإيمان بالله تعالى وفي حمل رسالته، إذ لا أمن من الضلالة إلا بالقرآن والعترة معاً، ولا توحيد خالص إلا بالتوسّل بأهل البيت (ع) الذي يعبّر عن حقيقة التوحيد وعمقه، وفي قول الله تعالى:  (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)، ورد عن الإمام الصادق (ع) كما في الكافي قوله: (نَحْنُ- وَاللَّهِ- الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى الَّتِي لَايَقْبَلُ اللَّهُ مِنَ الْعِبَادِ عَمَلًا إِلَّا بِمَعْرِفَتِنَا). ج1، ص351.

فهذا يعني أن أي محاولة لإبعاد أهل البيت (ع) من ساحة الإيمان ومن روح العبادات، فهي محاولة لخلخلة مفهوم التوحيد في إيمان الإنسان.

ولذا نجد أن في كل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، مزدانة ومحاطة بذكر النبي (ص) وأهل بيته الطاهرين، قبلها وبعدها وأثناءها، ويكفي أن الصلاة فيها ذكر (الصلاة على محمد وآل محمد) في كافة مفاصلها على نحو الاستحباب، وفي تشهدها الواجب على نحو الوجوب، وفيها التسليم على رسول الله (ص)، وللمصلي أن يختار من الدعاء في قنوتها وكافة أذكارها على نحو الذكر المطلق من أدعية أهل البيت (ع) أو ما فيه ذكرهم توسلاً بهم إلى الله. ومن ذلك نعي حقيقة موضعية النبي وأهل بيته الأطهار من عباداتنا، وموضعيتهم من إيماننا.

السيد محمود الموسوي

من مؤلفاتنا