لم نجد في كتبنا هذا الحديث بنصه، إلا أن بعض العلماء أوردوه في كتبهم منسوباً للنبي (ص)، ولم نعثر على مصدر له، فقد يكون نقل مما يشاع، أو نقلوه عن مصدر لم نره ولم يدونوه.

إلا أن معناه صحيح، ومتوافق مع الروايات المروية عن النبي (ص) وأهل بيته، التي نهت عن التطير الذي هو ضد التفاؤل.

والتفاؤل في معنا أنه توقع الخير من أي حدث يدور حول الإنسان، وهو في حقيقته حسن ظن بالله تعالى، فمن يحسن الظن بالله، فإن الله يكون عنده، وهذا ما يفسّر استقراب الإنسان الخير لنفسه ودفع الشر عن نفسه من خلال الجهد النفسي الفكري، لأن الله بيده مقاليد الأمور.

فقد جاء عن الإمام الرضا (ع): (أَحْسِنْ‏ بِاللَّهِ‏ الظَّنَ،‏ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: أَنَا عِنْدَ حُسْنِ ظَنِّ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنِ بِي، إِنْ خَيْرٌ فَخَيْرٌ، وَإِنَّ شَرٌّ فَشَر). عيون أخبار الرضا، ج2، ص20.

وورد عن أبي عبد الله (ع):‏ (الطِّيَرَةُ عَلَى مَا تَجْعَلُهَا إِنْ هَوَّنْتَهَا تَهَوَّنَتْ، وَإِنْ شَدَّدْتَهَا تَشَدَّدَتْ، وَإِنْ لَمْ تَجْعَلْهَا شَيْئاً لَمْ تَكُنْ شَيْئاً). الكافي، ج8، ص198.

وقد ورد عن النبي (ص) قوله: (والفال حق) ومعناه أنه واقع ومؤثر.

السيد محمود الموسوي

من مؤلفاتنا