صلاة سلمان في شهر رجب.. التحقيق في أوقاتها

 Honeyview 637 2   صلاة سلمان هي صلاة مندوبة في شهر رجب الأصبّ، وقد اشتهرت باسم سلمان الفارسي (رضوان الله عليه)، لأن النبي (صلى الله عليه وآله) قد علّمها لسلمان وأتحفه بها، فهي من الصلوات

ذات الفضل العظيم، وهي مثال لصبّ الرحمة الإلهية على المؤمنين في شهر رجب الأصبّ، إذ أن من يصليها يمحو الله عنه كل ذنوبه، ويعطيه كثواب صيام رجب بأكمله، ويُكتب من المصلّين إلى السّنة المقبلة، ويُرفع له كل يوم عمل شهيد من شهداء أُحد، ويُضَاعف أجر صِيامه في شهر رجب، وهي من علامات المؤمنين.

    رويت في عدّة من كتبنا، ومنها مصباح المتهجّد للشيخ الطّوسي، وكتاب فضائل شهر رجب للحسكاني، وفي المزار الكبير للمشهدي، ورواها السيد ابن طاووس في الإقبال عن المصباح.

    وصلاة سلمان هي ثلاثون ركعة، تُصلّى على ثلاث أوقات في شهر رجب، كل جزء عشر ركعات، ثم تُختم بدعاء لقضاء الحوائج.

وروايتها كما في المصباح كالتالي:

وَرَوَى سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ (رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ) قَالَ:‏ دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ فِي وَقْتٍ لَمْ أَدْخُلْ عَلَيْهِ فِيهِ قَبْلَهُ، قَالَ: يَا سَلْمَانُ أَنْتَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ، أَفَلَا أُحَدِّثُكَ؟ قُلْتُ: بَلَى فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ.

قَالَ: يَا سَلْمَانُ، مَا مِنْ مُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ، صَلَّى فِي هَذَا الشَّهْرِ ثَلَاثِينَ رَكْعَةً، وَهُوَ شَهْرُ رَجَبٍ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ‏ مَرَّةً، وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَقُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ‏ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، إِلَّا مَحَا اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ كُلَّ ذَنْبٍ عَمِلَهُ فِي صِغَرِهِ وَكِبَرِهِ، وَأَعْطَاهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَمَنْ صَامَ ذَلِكَ الشَّهْرَ كُلَّهُ، وَكُتِبَ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْمُصَلِّينَ إِلَى السَّنَةِ الْمُقْبِلَةِ، وَرُفِعَ لَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ عَمَلُ شَهِيدٍ مِنْ شُهَدَاءِ بَدْرٍ، وَكُتِبَ لَهُ بِصَوْمِ كُلِّ يَوْمٍ يَصُومُهُ مِنْهُ عِبَادَةَ سَنَةٍ، وَرُفِعَ لَهُ أَلْفُ دَرَجَةٍ، فَإِنْ صَامَ الشَّهْرَ كُلَّهُ أَنْجَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ النَّارِ وَأَوْجَبَ لَهُ الْجَنَّةَ.

يَا سَلْمَانُ أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ جَبْرَئِيلُ (ع)، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، هَذِهِ عَلَامَةُ بَيْنِكُمْ وَبَيْنِ الْمُنَافِقِينَ، لِأَنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يُصَلُّونَ ذَلِكَ.

قَالَ سَلْمَانُ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي كَيْفَ أُصَلِّي هَذِهِ الثَّلَاثِينَ رَكْعَةً، وَمَتَى أُصَلِّيهَا؟

قَالَ: يَا سَلْمَانُ، تُصَلِّي فِي أَوَّلِهِ عَشْرَ رَكَعَاتٍ، تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَاحِدَةً، وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَقُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ‏ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا سَلَّمْتَ رَفَعْتَ يَدَيْكَ وَ قُلْتَ: لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ‏ وَحْدَهُ‏ لا شَرِيكَ لَهُ‏، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ‏ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.

اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ‏ لِمَا أَعْطَيْتَ،‏ وَلَا مُعْطِيَ‏ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ.

ثُمَّ امْسَحْ بِهَا وَجْهَكَ وَصَلِّ فِي وَسَطِ الشَّهْرِ عَشْرَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَاحِدَةً، وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَقُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ‏ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا سَلَّمْتَ فَارْفَعْ يَدَيْكَ إِلَى السَّمَاءِ وَقُلْ: لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ‏ وَحْدَهُ‏ لا شَرِيكَ لَهُ‏، لَهُ الْمُلْكُ ولَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ‏ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ، إِلهاً واحِداً أَحَداً فَرْداً صَمَداً، لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً. ثُمَّ امْسَحْ بِهَا وَجْهَكَ.

وَصَلِّ فِي آخِرِ الشَّهْرِ عَشْرَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَاحِدَةً، وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَقُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ‏ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا سَلَّمْتَ فَارْفَعْ يَدَيْكَ إِلَى السَّمَاءِ وَقُلْ: لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ‏ وَحْدَهُ‏ لا شَرِيكَ لَهُ‏، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ‏ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ. ثُمَّ امْسَحْ بِهَا وَجْهَكَ وَسَلْ حَاجَتَكَ، فَإِنَّهُ يُسْتَجَابُ لَكَ دُعَاؤُكَ، وَيَجْعَلُ اللَّهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ جَهَنَّمَ سَبْعَةَ خَنَادِقَ كُلَّ خَنْدَقٍ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَيَكْتُبُ لَكَ بِكُلِّ رَكْعَةٍ أَلْفَ أَلْفِ رَكْعَةٍ، وَيُكْتَبُ لَكَ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ وَجَوَازٌ عَلَى الصِّرَاطِ.

قَالَ سَلْمَانُ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ): فَلَمَّا فَرَغَ النَّبِيُّ (ع) مِنَ الْحَدِيثِ خَرَرْتُ سَاجِداً أَبْكِي شُكْراً لِلَّهِ تَعَالَى لِمَا سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيث‏[1].

الكلام في أوقاتها

إن الأوقات المحدّدة في الرّوايات للصلوات المندوبة، لها حكمة في بناء خصائصها، وتدخل ضمن كيفيتها التي تؤدّى بها، فكان من اللازم تحرّي تلك الأوقات الشريفة وضبط المقصود منها، وصلاة سلمان (رضوان الله تعالى عليه) مقسّمة إلى ثلاثة أوقات في شهر رجب، فما هي تلك الأوقات؟

لقد صرّح السّيد ابن طاووس[2] أن الصلاة تُصلّى في أول يوم من شهر رجب ثم القسم الثاني منها في يوم النصف من شهر رجب وهو اليوم الخامس عشر، والنصف الثالث منها يُصلّى في آخر يوم، وكانت عباراته مصاغة كعناوين للرواية وتصنيفاً لها على أيام الشهر، ويبدو أن السّيد ابن طاووس هو أوّل من صرّح بذلك، ثم تبعه الشيخ عباس القمّي في كتاب مفاتيح الجنان، وبذلك اشتهرت في لسان العلماء وكتب الأدعية الحديثة.

والتحقيق:

ولكن التحقيق في تحديد أوقاتها الثلاثة في شهر رجب يقتضي الوقوف على لسان الرّواية ونصّها، لأن النّص لم يذكر أول يوم أو يوم النصف أو آخر يوم من الشهر كما صرّح السيد ابن طاووس والآخرون.

فالنّص كما هو واضح قد ذكر العبارات التالية للإشارة إلى الأوقات الثلاثة: (يَا سَلْمَانُ تُصَلِّي فِي أَوَّلِهِ عَشْرَ رَكَعَاتٍ)، (وَصَلِّ فِي وَسَطِ الشَّهْرِ عَشْرَ رَكَعَاتٍ)، (وَصَلِّ فِي آخِرِ الشَّهْرِ عَشْرَ رَكَعَاتٍ).

ودلالة النّص كما يبدو لي أن المقصود منها الأعم من اليوم الأول والأوسط والأخير من شهر رجب، بحيث تشمل العشر الأوائل، والعشر الأواسط، والعشر الأواخر، فأول الشهر هي الأيام الأولى فيه، وأوسط الشهر هي الأيام الوسطى، وآخر الشهر هي الأيام الأخيرة منه، أي تقسيم الشهر إلى ثلاثة أثلاث، عشر أولى، وعشر وسطى، وعشر أخيرة.

فإن اللغة تساعد على هذا الفهم، حيث يذكر أهل اللغة عبارة أول الشهر ويقصد به عدّة أيام، كأن يُشار إلى معنى (العُرج) بأنها ثلاث ليالي من أول الشهر، وإلى معنى (الدَّأْدَاءُ) بأنها ثلاث ليال من آخر الشهر، وشبهها.

فأول الشيء ابتداؤه وبدايته، ففي الشهر يمكن أو يكون أوله أول ساعة أو أول يوم أو أول الأيام بالنظر لاعتبارات التقسيم المرادة سياقياً، فإن ذُكر وسطه وآخره، فأوله ثلثه.

ووسط الشيء يدل على النصف فيما يتساوى طرفاه، والثلث التالي يكون وسطاً لطرفين متساويين وهما الثلث الأول والثلث الأخير.

وآخر الشيء هو التالي لأوّله أو المتأخّر عن ما قبله، وهو أيضاً يصدق على الثلث الأخير باعتباره التالي للأول وللنصف منه.

ويؤيّد ذلك لسان الكثير من الرّوايات التي عبّرت عن أول الشهر أو وسطه أو آخره، وتقصد به الأيام الأولى منه والأيام الوسطى والأخيرة منه، ونذكر منها:

روى البرقي في المحاسن عن أبي عبد الله (ع) عن النبي (ص) في سنة النبي في الصيام (فَأَمَّا الصِّيَامُ فَثَلَاثَةُ أَيَّامٍ فِي الشَّهْرِ، الْخَمِيسُ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ وَالْأَرْبِعَاءُ فِي وَسَطِ الشَّهْرِ وَالْخَمِيسُ فِي آخِرِ الشَّهْر)[3].

فتحديد الخميس في أول الشهر، أي في الأيام الأولى من الشهر، فقد يكون اليوم الأول أو الثاني أو الثالث إلى العاشر منه، وهكذا بقية الأيام.

وعن إِسْحَاقِ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: إِنَّمَا يُصَامُ فِي يَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ، لِأَنَّهُ لَمْ تُعَذَّبْ أُمَّةٌ فِيمَا مَضَى إِلَّا يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَسَطَ الشَّهْرِ، فَيُسْتَحَبُّ أَنْ يُصَامَ ذَلِكَ الْيَوْمُ‏[4].

فالأربعاء في وسط الشهر، يمكن أن يكون اليوم الحادي عشر أو الثاني عشر إلى اليوم العشرين.

وَفِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع):‏ إِذَا كَانَ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ خَمِيسَانِ فَصُمْ أَوَّلَهُمَا، فَإِنَّهُ أَفْضَلُ، وَإِذَا كَانَ فِي آخِرِ الشَّهْرِ خَمِيسَانِ فَصُمْ آخِرَهُمَا، فَإِنَّهُ أَفْضَلُ[5].

ففي هذه الرّواية عبّرت أن أوّل الشّهر قد يكون فيه خميسان وكذا في آخر الشهر، فالقصد فيها النصف الأول من الشهر والنصف الثاني من الشهر.

وعن الرسول (صلّى اللّه عليه وآله) أنّه قال: من صام ثلاثة أيام من رجب وقام لياليها في أوسطه، ثلاث عشرة واربع عشرة وخمس عشرة، والذي بعثني بالحق أنه لا يخرج من الدنيا إلّا بالتوبة النّصوح، ويغفر له بكلّ يوم صامه سبعون كبيرة.. الحديث[6].

فالأيام البيض هي اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر، وقد عبّرت عنها الرواية بأنها ليال في أوسط الشهر، ولا تكون أوسطه إلا مع اعتبار الشهر ثلاثة أثلاث، فهي تقع ضمن العشر الوسطى.

نعم، قد يطلق على أوّل الشّهر ووسطه وآخره، ويراد بها اليوم الأوّل واليوم الوسط واليوم الأخير منه، إلا أن ذلك عادة ما تكون دلالته على ذلك سياقية أو لقرائن متصلة أو منفصلة، كأن يقال يكره للرجل جماع زوجته في أول الشهر ووسطه وآخره، فلا يراد منه الكراهة في جميع الشهر، لأنه يكفي أن يقال يكره له الجماع في الشهر كلّه، وهو خلاف الثوابت، كما أن القرائن المنفصلة تؤيّد ذلك، وهي التي دلّت على كراهة الجماع في اليوم الأول واليوم الوسط واليوم الأخير وهو مؤثّر على الولد، أما خلاف ذلك فإن المراد من أول الشهر وأوسطه وآخره الأثلاث الثلاثة في الشهر.

وفي الختام، فإن المزيد من التأكيد على أن المراد من الأقسام الثلاثة في صلاة سلمان هي الثلث الأول والثلث الأوسط والثلث الأخير، أن رواية عبيد الله بن عبد الله الحسكاني في شأن صلاة سلمان التي أوردها في كتابه فضائل شهر رجب[7]، وهو من المصادر القديمة، جاءت فيها التعبيرات عن الأوقات الثلاثة ما يقرّب المعنى الذي ذكرناه كثيراً.

وعباراته في تحديد أوقات صلاة سلمان في الرواية كالتالي: (صَلِّ مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ عَشْرَ رَكَعَات‏)، (وَتُصَلِّي فِي وَسَطِ الشَّهْرِ مِثْلَ ذَلِك‏)، (ثُمَّ تُصَلِّي مِنْ آخِرِ الشَّهْرِ عَشْرَ رَكَعَات‏).

فعبارة الرّواية (من أوّل الشهر) أي يتخيّر يوماً من أيام أوّل الشهر من اليوم الأول إلى اليوم العاشر، وكذا عبارة (من آخر الشهر) أيْ: أيّ يوم من الأيام الأخيرة من الشهر، من اليوم العشرين إلى اليوم الثلاثين.

العوائد من هذا المعنى

وفي الختام نودّ أن نذكر بعض العوائد المائزة التي تؤثّر في اعتماد المعنى الذي ذكرناه من تقسيم التوقيت لصلاة سلمان في شهر رجب الأصب، وهي كالتالي:

1 – إن اعتماد هذا المعنى يوسّع على المؤمنين فرص أدائها لنيل عوائدها العظيمة في شهر رجب الأصب، فمن فاته اليوم الأول فلديه السعة إلى اليوم العاشر لأداء القسم الأول منها، وهكذا في الأواسط والأواخر.

2 – يكون مطمئناً مع اختلاف ثبوت الهلال في أول الشهر، فلو تبيّن له خطأ الرؤية أوالحساب فيمكنه أن يعيدها في بقية الأيام العشرة الأولى.

3 – تتاح للمرأة الحائض الفرص الكبيرة في أن تحوز على ثواب صلاة سلمان العظيمة، فلو أن أيام عادتها كانت منذ بداية الأيام ثم طهرت خلال العشر الأوائل فما تزال الفرصة سانحة لأدائها، وكذلك في الوسط أو النهاية.

4 – يتخطّى من يريد أداءها المشكلة التي قد تقع في نهاية الشّهر، فهو قد يظن أن الشهر ثلاثون يوماً، فيؤخّرها لليوم الثلاثين، ثم يتبيّن له ثبوت الهلال لشهر شعبان، فيكون اليوم الأخير قد فاته يقيناً، ولكنه إذا صلّى في آخر الشهر بمعنى العشر الأواخر فلن يفوته القسم الأخير منها.

نسأل الله ان يوفق المؤمنين والمؤمنات للطاعات في شهر رجب الأصب، وأن يمنّ الله عليهم بالخيرات والبركات.

 ________

[1] - مصباح المتهجد، ج2، ص817.

[2] - إقبال الأعمال، ج2، ص637.

[3] - المحاسن، ج1، ص17.

[4] - من لا يحضره الفقيه، ج2، ص83

[5] - من لا يحضره الفقيه، ج2، ص83.

[6] - إقبال الأعمال، ج2، ص637.، وكانت عبارته: (وَ مِنَ الصَّلَاةِ فِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَجَبٍ: مَا رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى جَمَاعَةٍ مِنْهُمْ جَدِّي أَبِي جَعْفَرٍ الطُّوسِيِّ ره‏)..

[7] - ص 501.

من مؤلفاتنا