بسم الله الرحمن الرحيم 

والحمد لله رب العالمين

لقد ورد عن الإمام الرضا (ع) قوله : (العقيق ينفي الفقر، ولبس العقيق ينفي النفاق)، وهنالك روايات عدة بهذا المعنى، وروايات تقول بأنه مبارك وجيد للحفظ في السفر وما شابه ذلك.

أما مسألة الصحيح المتواتر، فإن الصحيح يختلف عن المتواتر، والتواتر حجة بإجماع الفقهاء والصحيح حجة أيضاً، إلا أن الحجّة لا تنحصر في المتواتر والصحيح، بل هنالك الخبر الموثوق أيضاً، وليس هذا محل الحديث عنه، وعلى كل حال فإن الروايات الصادرة في الأحجار بشكل عام، وفي العقيق تفيد الإطمئنان وكثير منها صحيح أيضاً وهي تفيد بأن له أثر.

وآثار الأحجار ليست غريبة، فكما أن للألوان آثار على النفس وكما أن للجوّ آثار على روحية الإنسان،  وللكلمات آثار على قلبه، وكما أن للعناصر الفيزيائية والمواد الكيميائية آثار ، كذلك للأحجار الكريمة آثارها الخاصة، ومن يتابع الأخبار العلمية يعلم أن هنالك اكتشافات حول خواص بعض الأحجار والمواد على الدم وعلى الدماغ وكذلك على بعض الحشرات والأفاعي وما شابه ذلك..

ولكن من المهم معرفة أن آثار الأحجار المذكورة لا تعني أن يعتمد عليها الإنسان، فلا بد أن يعقلها ويتوكل على الله، كما في الحديث الشريف.

فإننا مطالبون بأخذ الحذر في السفر من أجل حفظ أنفسنا، ومطالبون بأن نسعى للرزق ومطالبون بأن نبعد النفاق عن قلوبنا عبر ترويض النفس، عندها سيكون لبس العقيق أو أي شيء آخر عاملاً مساعداً لما لا نعلمه من أسرار في الكون..

ولمثل ذلك ينبغي أن نفهم الأذكار الواردة عن أهل البيت حول الرزق والشفاء وغيره، فإننا مسؤولون عن اتباع الأسباب الظاهرية،  وكذلك لابد أن نطلب الإستعانة من الله تعالى.. أما حالة التواكل التي قد يمارسها البعض من دون سعي فإنها مناقضة لروح الدين، لأن الله تعالى يقول: (وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى). [النجم : 39]

تحياتي ودعائي

محمود الموسوي

من مؤلفاتنا