بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين.
نعم هناك مجموعة من الجهات التي يمكن أن نعتمدها في الختمات التي اعتاد عليها المؤمنون والعلماء بتكرار بعض الأذكار والأدعية أربعين مرة أو أربعين يوماً، وهي كالتالي:
1- أن مزاولة أي عبادة بإخلاص مدة أربعين يوماً، موجب لصفات وفضائل عظيمة، مثل الزهد والحكمة والبصيرة، فقد جاء في الكافي عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام)، قَالَ: «مَا أَخْلَصَ عَبْدٌ الْإِيمَانَ بِاللَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْماً أَوْ قَالَ: مَا أَجْمَلَ عَبْدٌ ذِكْرَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَرْبَعِينَ يَوْماً إِلَّا زَهَّدَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الدُّنْيَا، وَبَصَّرَهُ دَاءَهَا وَدَوَاءَهَا، وَأَثْبَتَ الْحِكْمَةَ فِي قَلْبِهِ، وَأَنْطَقَ بِهَا لِسَانَهُ».
2- كان العديد من مشاهد نزول الرحمة الكبرى على أنبيائه وعباده، بسبب أنهم دعوا الله واستغفروه في أربعين يوماً. النبي داوود وسليمان مثالاً.
3- الشاب الذي طرده النبي (صلى الله عليه وآله) لعظم ذنبه، بكى واستغفر أربعين يوماً، ثم نزلت الآية: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (سورة آل عمران 135)
4- هناك عدة أذكار ورد في تكرارها أربعين مرة، يمكن أن يكون لها صلة بالمقام، ومنها دعاء أربعين مؤمناً لاستجابة الدعاء وإن لم يتمكن من جمع الأربعين، فتكراره أربعين مرة.
5- لعل الأربعين هو العدد الذي يمثل الكثرة في جانبها الشخصي، فيتحقق بها اذكروا الله ذكراً كثيرا، أي يكون من الذاكرين الله كثيراً.
ولذلك جاء في العديد من الروايات عدد الأربعين كدلالة على الكثرة، مثلاً:
* شارب الخمر لا تقبل صلاته 40 يوما.
* النهي عن مداومة أكل اللحم 40 يوماً.
* النهي عن ترك أكل اللحم 40 يوماً.
* الهريس يقوي ل 40 يوما.
* الاحتكار المنهي عنه 40 يوماً.
* النهي عن ترك الحلق 40 يوماً.
كل ذلك تعبيراً عن الكثرة التي تتحقق بالأربعين.
ومن هنا جاءت المجرّبات من العلماء في الزيارة او صلاة الليل أو غير ذلك من العبادات والأذكار، بمزاولتها اربعين يوماً.
ولكن لا يعني ذلك انحصار الختمات المتعارفة بالأربعين، بل يمكن بأي عدد، بحسب نية الناظر، كأن يكرّر الذكر 14 مرة تيمناً بالعصومين، أو يستفيد من الروايات الواردة في بعض الأدعية والأذكار في أعدادها، مثل الثلاثة والعشرة والسبعين والمائة وغير ذلك.
السيد محمود الموسوي
مقالات ذات صلة:
أحدث المقالات - من جميع الأقسام:
- هل يُكره الإقامة في كربلاء أكثر من ثلاثة أيام؟ - 2023/08/23
- هل أن دعاء التوسل بالسيدة فاطمة والسر المستودع فيها، وارد عن أهل البيت؟ - 2022/09/13
- هل قصة الأسد الذي حمى جسد الإمام الحسين (ع) واردة عن إمام؟ وهل تعارض رضّ الجسد الطاهر؟ - 2022/08/12
- هل كان زهير ابن القين عثمانياً؟ - 2022/08/11
- ما صحّت ما يقال أن الحسين صار كهيئة المحتضر عند وداع ولده علي الأكبر، وغارت عيناه في أم رأسه وأغمي عليه؟ - 2022/08/08
مقالات متفرقة:
- هل يُكره الإقامة في كربلاء أكثر من ثلاثة أيام؟ - 2023/08/23
- أكل المطاعم والاشاعات - 2010/09/12
- ما المقصود من عبارة وردت في كتابكم الثقافة الحسينية - 2013/05/05
- هل يصح تشبيه الإمام علي (ع) على لسان الخطباء أنه (يخور في دمه) في وصفهم له بعد ضربة ابن ملجم؟ - 2021/05/02
- هل علي الأكبر (ع) معصوم؟ وما هي حقيقة عصمته؟ - 2020/04/05
المقالات الأكثر قراءة:
- ما معنى جوامع الكلم؟ - 2010/09/20 - قرأ 47438 مرُة
- معجم المؤلفين البحرينيين يترجم للسيد الموسوي - 2015/05/28 - قرأ 35684 مرُة
- هل في المرض أجر؟ وما صحة قولنا للمريض: أجر وعافية؟ - 2015/05/20 - قرأ 30235 مرُة
- لماذا نسجد على التربة الحسينية؟ - 2010/08/10 - قرأ 29488 مرُة
- مالذي يقصده الإمام الحسين من قوله: (لم أخرج أشراً ولا بطراً..) وهل لها انعكاس على الواقع الشخصي؟ - 2016/10/08 - قرأ 25928 مرُة
- بحث فقهي معاصر في حق الزوجة في المعاشرة - 2011/03/30 - قرأ 20076 مرُة
- السيرة الذاتية - 2010/08/08 - قرأ 18558 مرُة
- ماهو واجبنا تجاه الامام المنتظر والاستعداد للظهور؟ - 2010/08/30 - قرأ 18028 مرُة
- من أقوال الإمام الحسن العسكري (ع) - 2016/01/19 - قرأ 15356 مرُة
- سورة الفيل وقريش - 2010/08/11 - قرأ 15185 مرُة