بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

لقد ذكر بعض العلماء أنه من غير المناسب ذلك، ولا تليق هذه العبارة بمقام الإمام (عليه السلام)، على اعتبار أن الخوار هو صوت الثور، ولا شك أن هذا القول وجيه إذا قُصد بالعبارة التشبيه بالصوت الذي كان يخرج من الإمام أمير المؤمنين (ع) بعد ضربة اللعين.

إلا أن لعبارة يخور في دمه معنى آخر غير ما ذُكر، مع التأكيد أن هذه العبارة هي من وصف المؤرخين، وقد وردت أيضاً في وصف القاسم بن الحسن (ع) عندما سقط في كربلاء.

والوجه الآخر أن التعبير ليس تشبيهاً للصوت، بل هو وصف للحالة التي عليها الإمام (ع)، لأن من معاني كلمة خار هو الضعف، فكملة (خور) تدل على صوت أو ضعف بحسب معجم مقاييس اللغة، ولذلك يقال للمُنهك المُتعب الذي ضعفت قواه بأنه (خائر القوى).

فالأقرب أن وصف أمير المؤمنين بعد الضربة في المحراب بأنه يخور في دمه، هي تعبير عن ضعف قواه بعد الضربة بالسيف، ولذلك قام المسلمون بإعانته على القيام ليصلي بهم جماعة فلم يتمكنوا.

وقد كان الإمام علي (ع) يتحدث ولكن بصوت خافت، كما أن الضربة لم تكن في المنحر والتي قد يظن البعض أن التعبير جاء للتشبيه بصوت المنحر وهو يفور منه الدم بأنه خوار، فذلك بعيد، وهكذا في التعبير عن القاسم بن الحسن (ع) حيث كان يكلّم الإمام الحسين (ع) بعد إصابته.

السيد محمود الموسوي

من مؤلفاتنا