الإجابة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد فصّلنا الحديث في عدة مواضع حول ما يُطلق عليه العصمة الصغرى، وهي ما صاغه الأعلام الأقدمين للتفريق بينها وبين عصمة الأنبياء والأئمة الإثني عشر والزهراء (صلوات الله عليهم)، التي وسموها بالعصمة الكبرى، وقد قرّرنا حقيقة العصمة الصغرى، بأنها (عصمة كاملة) وليست ما يسمّى بالاكتسابية التي هي مشتركة مع سائر الناس كالعلماء الذين وصلوا إلى مراحل من التقوى بحيث لم يصدر منهم الحرام عملياً. والعصمة التي نحن بصددها هي التي تشمل عدة شخصيات رائدة ومحورية في مسيرة الدين الإسلامي من غير المعصومين الأربعة عشر المعروفين، مثل علي الأكبر ابن الإمام الحسين، وأخيه عبد الله الرضيع، والسيدة زينب والعباس بن علي وفاطمة بنت موسى بن جعفر (عليهم السلام) وأمثالهم.

وقد قرّرنا أن الشخصيات المعصومة، لها في مقام التفاضل والتمايز عدة جوانب:

1-       جانب العصمة، كأصل النزاهة والتطهير.

2-      جانب الإمامة ومقام الحجية.

3-       جاب الفضل الشخصي.

4-       جانب الخصائص.

ومن خلال هذه المقامات يمكن أن تُعالج مجموعة كبيرة من الروايات التي تحدثت عن التفاضل والتمايز بين الأنبياء والأئمة وسائر الشخصيات المعصومة، وتزيح الاضطراب الذي جاء في بعض المعالجات.

ومقام على الأكبر بن الإمام الحسين (ع) في تفصيل المقامات، أنه:

1-      يصطف في مقام العصمة الكاملة لشموله بالاصطفاء الإلهي كما ألمح أبوه (ع) إلى ذلك عند مقتله، وشموله لآية التظهير، كما في مضامين زياراته.

2-      وفي مقامه الشخصي، آزر الإمام الحسين في مشروع الشهادة العظمى فأعلن بدءاً أنه لا يبالي، وله مقام شهداء الطف، وأول شهيد من بني هاشم.

3-      وفي مقام الخصائص، أنه أشبه الناس برسول الله، وأن قبره مع قبر أبيه الحسين (ع) وزيارته جزء من زيارة أبيه،

4-      أما في مقام الحجية، فهو تابع لإمامة المعصومين الأربعة عشر (عليهم صلوات المصلين)، فحجية سيرته من حجيتهم.

ويظهر من ذلك أنه لا مانع من وجود شخصيات معصومة مع المعصومين الحجج، كما لم يمنع وجود الإمام علي (ع) مع رسول الله (ص)، ولم يمنع وجود الحسنين مع أبيهما علي (ع) ووجود الإمام الحسين مع أخيه الإمام الحسن (ع)، حيث كان من المسلّم وجود إمام ناطق وإمام تابع له، مع التسليم بعصمته.

والله ولي العلم

السيد محمود الموسوي

من مؤلفاتنا