قراءة القرآن بين التركيز وعامل الوقت

 

السلام عليكم سيدنا .. أسعد الله صباحكم ورزقكم خير الدنيا والآخرة.

لدي سؤال بخصوص القرآن الكريم بعد ان تعلمت تجويد القرآن أصبح الناس الذين أعرفهم يطلبون مني ان اقرأ لهم ختمات قرآنية ولأنني اعتدت على التجويد ولكثرة تركيزي في القراءة انسى عامل الوقت لذلك اتأخر كثيرا في تثويب الختمة بماذا تنصحني أنا في حيرة من أمري، كما اني اخشى تراكم العدد.

دعائكم بالتوفيق سلامي ودعائي.

م.ت

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الإجابة:

بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الأهم في قراءة القرآن الكريم الصحيحة أن تكون الألفاظ صحيحة بنحو عرفي بحيث لا يتبدل المعنى ولا ينقص أو يزيد، والمستحب أن يقرأ القارئ بأسلوب حزين كما جاء عن الإمام الصادق (ع): (إقرأوا القرآن بالحزن فإنه نزل بالحزن).
لذلك فليس هناك مشكلة في الإسراع غير المخل.
وكما أن هناك روايات تدعوا للتفكّر في الآيات حال قراءتها كما في قول رسول الله (ص): (ولا تنثره نثر الرمل، ولا تهذّه هذّ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحرّكوا به القلوب، ولا يكون همّ أحدكم آخر السورة).
فهناك أيضاً روايات تسمح بالإكثار بحيث يختم المرء القرآن في مدة وجيزة، وهذا يستلزم السرعة، كما عن ابن عمرو قال: قال النبي (ص): اقرأ القرآن في كل شهر، قال: قلت: إني أجدُ قوّة، قال: اقرأه في عشرين ليلة، قال: قلت: إني أجد قوّة، قال: فاقرأه في عشر ليال، قال: إني أجدُ قوّة، قال: فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك).
ويمكن الجمع بينهما إذا كان الإنسان لديه اهتمام عام بالقرآن في جانب، وله تلاوات أخرى في جانب آخر، ومع ذلك فإنه ينبغي المحافظة على القراءة السليمة مع الإنتباه إلى مقاصد القرآن قدر الإمكان لتتم الفائدة، ولكي يضيف القرآن للقارئ المزيد من البصائر والتذكر في كل مرة يقوم بقراءته.
أتمنى لكم حياة قرآنية وبارك الله فيكم
تقبلوا تحياتي ودعائي

محمود الموسوي

من مؤلفاتنا