تقرير للإحتفال التأبيني الرابع في ذكرى رحيل الإمام الشيرازي

img43823afca8872بحضور نخبة من علماء الدين والشخصيات وحشد كبير من الرجال والنساء ، أقيم في مصلّى العيد بمنطقة جد حفص ليلة الجمعة 17/11/2005 الاحتفال التأبيني المركزي الرابع لذكرى رحيل عملاق المرجعية والجهاد الإمام الشيرازي (قدس سره) ، وقد أدار السيد محمود الموسوي الحفل ، وكان من المشاركين سماحة آية الله السيد مرتضى الشيرازي.[b>وكانت فقرات الحفل كالتالي : [/b> .

 

1/ تلاوة القرآن الكريم
2/ عرض محاضرة لسماحة المرجع الديني الراحل السيد محمد الشيرازي (حول دور العلماء).
3/ محاضرة لسماحة العلامة الشيخ عبد الغني عباس ، من علماء المنطقة الشرقية ، حول (الحرية في فكر الإمام الشيرازي).
4/ محاضرة لسماحة آية الله السيد مرتضى الشيرازي حول (السلم والسلام).
5/ كلمة لسماحة الشيخ عبد الله الصالح حول (الحريات السياسية في فكر الإمام الشيرازي).
6/ عرض مصور لأقوال مجموعة من العلماء حول فكر الإمام الشيرازي. وهم (اللامة السيد محمد العلوي ، الشيخ محمد جعفر الدرازي ، الشيخ المهتدي ، الشيخ حبيب الجمري).

[b>وكان على هامش الحفل : [/b>

بيع مؤلفات الإمام الشيرازي (مكتبة الرسول الأعظم).
توزيع بعض مؤلفات الإمام الشيرازي ، وكتاب حول مؤلفاته (قدس سره).
توزيع كتاب (الإمام الشيرازي وعلاقة الفكر والجسد) للسيد محمود الموسوي.

[b>فقرات التقديم التي ألقاها السيد محمود الموسوي :[/b>

[b>بسم الله الرحمن الرحيم[/b>
والصلاةُ والسلامُ على أشرفِ الخلقِ سيدنا محمدٍ وآلهِ الطاهرين ، ولعنةُ اللهِ على أعدائِهم أجمعينَ إلى قيامِ يومِ الدين.

السلام عليكم أيها السادةُ والعلماءُ الأفاضل..
السلام عليكم أيها السادةُ والسيداتِ والضيوفُ الكرامُ في حفلِنا هذا ورحمةُ اللهِ وبركاتُه..

نلتقي جميعاً في هذا المحفلِ السنويِ بمناسبةِ الذكرى الرابعةِ لرحيلِ عملاقِ الفكرِ والمرجعيةِ ، سماحةِ الإمامِ آيةِ الله العظمى السيد محمد الشيرازي (قدّس سرّه الشريف) ..

نلتقي واللقاءاتُ كثيرةُ ، إلا أن ما يميّزُها هو ماهيةُ الملتقى حوله .. وهاهنا يجمعُنا الفكرُ والرسالةُ ، الذي ينتج التكليفَ والتوظيفَ نحو صياغةٍ جديدةٍ لعالم الإيمان والحرية والرفاه والسلام..

والذين حاولوا صياغةَ عالمٍ بهذه المواصفاتِ كُثرٌ ، إلا أن ما يميّزُ صياغةِ الإمامِ الشيرازي (قدّس سرّه) هي ، أصالُتها الدينية ، وشمولية معالجاتها ، واستيعابها لكافةِ البشرِ ، وتنوّع اشتغالاتها في ميادين الحياة المختلفة ..سياسياتها واقتصادياتها ، واجتماعياتها ، وثقافياتها ، وكلِ ما يساهمُ في تنميتِها ..

وتتميُّز الذكرى بتميّزِ العطاءِ الفكريِ والعلميِ الذي يسيرُ في طريقِ اللهِ عزّ وجلّ ، للبحثِ والانتهالِ من نورِ العلمِ و (العلمُ وراثةُ كريمةُ) كما يقولُ الإمامُ أميرُ المؤمنين (ع) .. والارثُ من طبيعتِه الإنتقالُ من الأمواتِ إلى الأحياءِ لتستمرَ به عجلةُ الحياةِ ..

وتعظمُ الذكرى بعِظَمِ ما تعبّرُ عنه من مبادئَ ومنطلقات تجسدُ في مسيرتِها حركةَ النبيِ (ص) والأئمةِ الأطهارِ (ع).. لتكونَ الذكرى عنواناً من عناوينِ التعظيمِ لشعائرِ اللهِ ، لعمارةِ القلوبِ ، كما قال تعالى (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) [الحج : 32>..

والإمامُ الشيرازي (قدّس سره) الذي انطلقَ في حركتِه وفكرِه استلهاماً من حركةِ الرسولِ وأهلِ بيته (صلوات الله عليهم) ، وهو الذي أورثَنا علماً جمّاً ، لتتحدّدَ مهماتِنا التكليفيةِ في التوظيفِ للحياةِ ..

[b>التقديم لمحور الحرية السياسية [/b>

عنوانُ الحريةِ ، والحريةُ السياسيةِ ، له وقعه الخاصِ في النفوسِ ، لأن الحريةَ شعورٌ فطريٌ مخلوقٌ مع الإنسانِ ، فهو يميلُ إلى الانطلاقِ انعتاقاً وتحرراً من الأغلالِ والآصارِ .. إلا أن هذا الشعورَ قد سُلبَ قبلَ ولادةِ الإنسانِ .. ونتيجة لذلك عانى الإنسانُ من المشكلاتِ العديدةِ في شتى مناحي الحياةِ..

لذلك فإن من أهمِ ما تحققُه الرسالةُ الإسلاميةِ التي دعى إليها الرسولُ الأعظمُ(ص) هي في قولِه تعالى : (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ) تعبيراً عن هذا المطلبِ ..

و الإمامُ الشيرازي (قدّس سره) وانطلاقاً من الإيمانِ بـ (أصالةِ الحريةِ) التي آمنَ بها .. عملَ على التأسيسِ لهذا المبدأِ بكتاباتِه العديدةِ في هذا المجالِ ، ككتابِ (الحريةُ في الإسلام) ، وكتابِ (الحرياتُ) ، وغيرهما..

وقامَ (قدّس سرّه الشريف) برفدِ الحركاتِ الإسلاميةِ منذُ بدايةِ حركتِه بثلاثةٍ من الكتبِ اللامعةِ لتسيرَ في طريقِ تحقيقِ الحريةِ ، وهي (الصياغةُ الجديدة ، لعالم الإيمان والحرية والرفاه والسلام) ، و (السبيل إلى انهاض المسلمين) و (ممارسة التغيير لإنقاذ المسلمين) ، ثم أتبعها بكتابِ رابعٍ في نهاياتِ حياتِه (قدّس سره) وهو (الفقه طريق النجاة)..

لتنهضَ مسيرةٌ رساليةٌ يكونُ من مقاصدِها تحقيقِ هذا الأمل والمطالبة به وإن طالَ السرى ..
ولم تنته المسيرةُ بوفاةِ الإمامِ الشيرازي (قدّس سره) ، وإنما تواصلتْ بانبثاقِ قيادتينِ مرجعيتينِ تنتهجانِ نهجِ المطالبة بالحريةِ وتعزيزِ هذا المبدأ .. وهما
سماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (حفظه الله تعالى).
وسماحة آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (حفظه الله تعالى).

أما الآن مع محورِ الحريةِ السياسيةِ في فكرِ الإمامِ الشيرازي وسماحة العلامة الشيخ عبد غني عباس من علماء المنطقة الشرقية ، فليتفضل مشكوراً ومزفوفاً بالصلاة على محمد وآل محمد..

[b>التقديم لمحور السلم والسلام[/b>

في عالمٍ يضجُ بدويِ الانفجاراتِ المدمّرةِ ، و يصطبغُ بالسكاكينِ الملطخةِ بدماءِ الأبرياءِ بيدِ السفاكينَ من أعداءِ الإنسانيةِ وأعداءِ الدينِ وأعداءِ أهلِ البيتِ (ع) .. تتوقُ الإنسانيةُ إلى السلمِ والسلامِ لتحقيقِ الأمانِ .. الحالة المهمّة التي وهبها اللهُ تعالى للإنسانِ ، حيث قال تعالى : (الذي آمنهم من خوف) ، إلا أن الأمانَ قد اعتدى عليه الظلمةُ و أهلُ الحربِ..

لقد استشعرَ بوعيٍ ، الإمامُ الشيرازي (قدّس سره) وهو (العالمُ بزمانه) أهميةَ السلمِ والسلامِ للإنسانيةِ ، وراقبَ (الحوادثَ الواقعة) والعاصرةِ ، فقدّم لنا رؤىً ومعالجاتٍ جادّة ، منطلقاً من القرآنِ الكريمِ وأحاديثِ الرسولِ وأهلِ بيته .. لكي (لا تهجمَ علينا اللوابسُ)..

وألّفَ ضمنَ ما ألّفَ من كتبٍ بلغتْ أكثرَ من ألفٍ ومائتي كتابٍ ، العديدَ من الكتبِ التي تصبُّ في هذا الاتجاهِ ، وكان أبرزُها ما صدرَ مؤخّراً كتابُ (فقه السلم والسلام) الذي بلغَ ثمانمائةً وستةَ عشر صفحةٍ .. وتناولَ فيه سماحةُ الإمامُ الشيرازي (قدّس سره) ثقافة السلمِ والسلامِ بنحو شمولي ، طولاً وعرضاً ..

ابتداءً .. بالتأصيلِ والتعريفِ وبيانِ الأهميةِ والمقتضياتِ والآثارِ ..

ومروراً .. بأسسِ السلمِ والسلامِ في الميادينِ المختلفةِ (السياسةُ والحكمُ ، والاقتصادُ ، والجهادُ ، والعلاقاتِ الإنسانيةِ والروحيةِ ، و في الادارةِ )..

وانتهاءاً .. بعرضِ الآياتِ والرواياتِ والمصاديقِ للسلمِ والسلامِ.

img437e5ce376523

img437e5d1f80394

من مؤلفاتنا