مؤتمر العودة إلى القرآن (الدورة العاشرة) سوريا

img45a5f7b697d92شارك السيد محمود الموسوي في مؤتمر العودة إلى القرآن كمدير منصّة في جلستي المؤتمر ، وقد شارك في صياغة كلمة اللجنة المنظّمة والبيان الختامي للمؤتمر .. وكانت له كلمة افتتاحية لليلة الثانية..
وهذا تقرير المؤتمرالجلسة الأولى .

 

افتتح مؤتمر العودة إلى القران الكريم دورته العاشرة بدمشق الشام في يوم الثلاثاء 28/ رجب/ 1427، الموافق 22/8/2006 جوار العقيلة زينب الكبرى عليها السلام.. تحت شعار

(المسالة القرآنية في الفكر الإسلامي لمعاصر..)

وذلك برعاية وتنظيم مركز الدراسات والبحوث الإسلامية بحوزة الإمام القائم(عج) العلمية، ويقع المؤتمر في جلستين في يومين متتاليين.

وقد بدأت جلسته الأولى بتلاوة آيات من الذكر الحليم تلاها على الحضور سماحة الشيخ آميد باقروف

ثم بدأ سماحة السيد محمود الموسوي مدير الجلسات الجلسة الافتتاحية

السيد محمود الموسوي مدير الجلساتبتوجيه التحية للمقاومة الإسلامية في لبنان الصمود المتمثلة في حزب الله ، ودعا الحضور لقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء الأبرار.

ثم قدم التبريكات للأمة الإسلامية بالانتصار الكبير في لبنان والتهنئة بمناسبة المبعث النبوي الشريف..،
ثم تلى السيد الموسوي كلمة اللجنة المنظمة التي جاء فيها: في غمرة العدوان الأمريكي الصهيوني على لبنان المقاومة الإسلامية سطر المؤمنون الشرفاء ملحمة بطولية تهاوى معها زيف أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وتعرى معها ثقافات الخنوع والتدجين السياسي، كما أعيد بها الاعتبار لثقافة التوكل والصبر والاستقامة.

ثم تطرقت الكلمة إلى الصعوبات التي اعترضت الإخوة المنظمون في ظل الظروف السيئة لتداعيات العدوان الصهيوني على لبنان، وخصت بالشكر سماحة الشيخ شفيق جرادي الذي أصر على المشاركة في المؤتمر بورقه هامة قدمها في الجلسة الأولى.

وتطرقت الكلمة للأسباب التي جعلت الإخوة المنظمون لاختيار هذا الشعار في هذا العام وجاء فيها:

ــ القران هو محور حياة الأمة والمصدر الوحيد لتشريعها وثقافتها وصيغة حياتها.. وانه الرسالة التي تهيمن على سائر رسالات الله وهو حبل الله المتين المتصل بين السماء والأرض،

ــ إن ضرورة تكريس الثقافة القرآنية وإعادة الاعتبار لمراجعة القران تتجلى بشدة في هذا الظرف حيث تكالبت الأمم المستكبرة وأشياعهم من المنافقين والضالين على المؤمنين الصابرين على الحق..وتتمثل هذه الضرورة في:

1ـ القران هو الفعل الوسيط للأمة والهوية الجامعة لها..
2ـ إعادة تنزيل القران بتأويله لمتجدد سبيل إحياء الأمة..
لذا ان التنزيل المتجدد للقران بتأويله يتطلب مراجعات نقدية للمناهج المتعارفة مما يسهم بالتطوير والتهذيب في المناهج وعلوم القران المؤسسة للمناهج التفسيرية..

من هنا كان للمؤتمر ثلاثة مسارات هي:
1ـ القراءة المتجددة(التأصيل والمعاصرة)
2ـ مراجعة نقدية لتجارب القراءات الحديثة.
3ـ آفاق تطوير الدرس القرآني في العلوم الحوزوية.

ثم قدم السيد الموسوي تعريفا مختصرا للحاضرين في الليلة الأولى وهم..

1ـ سماحة الشيخ علي هلال الصيود من العربية السعودية.
2سماحة الشيخ شكيب بديرة من تونس.
3ـ سماحة الشيخ شفيق جرادة من القطر اللبناني الصامد.

ومن ثم استمع الإخوة الحضور إلى كلمة صوتية عبر الهاتف من سماحة

السيد المرجع آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي(دام ظله الشريف).

ومن ثم بدأت جلسات المؤتمر بورقة الشيخ شفيق جرادي وكانت بعنوان:

الشيخ شفيق جراديالنص الديني بين القداسة وتاريخانية المعرفة..

وبعد ان رد التحية اللبنانية قال:

ارتباط النص الديني بالقداسة أو بالمعرفة التاريخانية بما هي معرفة محض بشرية تثير إشكالية معددة الجوانب منها:

1ـ مقارنة القداسة للواقع البشري..
2ـ اثارة نحو من التناقض بين ما هو مقدس وما هو بشري
3ـ الدوران عن الأصل والاعتبار الحاكم بين المجرد والزمني..
وعرف النص بأقوال العلماء المختلفة وقسم النص إلى ثلاث اتجاهات
1ـ النص الإعلامي.
2ـ النص العلمي.
3ـ النص الأدبي.

وأشار إلى ما تناوله(محمد احمد خلف الله) عن النص الأدبي والقصص القرآني..
ونقده بسبب انه رفض أي صدفية في تاريخية القصة القرآنية لأنها عنده...
وأشار إلى سموم المستفسرين في هذه الفكرة حيث ثقل كلام وأفكار كل من (السيد رسكي وغاداه ولامفس)..
ثم توجه سماحة الشيخ الباحث إلى بعض الدعوات الشرقية المتأثرة بالاستشراف كمحمد أركون وغيره.
ويصل سماحة الشيخ جرادي في نهاية المطاف ويقول سيظل الواثقون بالقداسة المحايدة للواقع والتاريخ أمام مهمة استثنائية توافق وتبني العلاقة بين الرؤية القائمة على استكناه اللغة لحقائق الوجود بمراتب النص الديني...
خاصة ان هذا المسلك يذهب للقول: إن القران مجدد الإنزال على قلوب التالين.
فتجدد الإنزال يعني الحركة بكل ما تقتضيه من مراعاة الزمان والمكان والأحوال دون الإخلال بقدسية الحقيقة وأصالتها...

ومن ثم كلمة الشيخ علي الصيود وورقته هي بعنوان الإضافات المنهجية لتفسير من هدى القران ( للسيد المرجع المدرسي)..

وأشار إلى عدة مسائل لمقدمة البحث:

الشيخ علي الصيود يلقي بحثه.1ـ ضرورة التفريق بين الإضافات التفسيرية والإضافات المنهجية..
2ـ تفسير من هدى القران اشترك مع بعض التفاسير ببعض الأدوات إلا انه اختلف عنها في توظيف بعض الأدوات المعتمدة في التفسير كالروايات الشريفةـ
حيث أن السيد في تفسيره أعتمد على السنة في استفادة عدة أمور:
1ـ في مقاصد السور، حيث أشار لجملة من العوامل بعد تثبيت آلية الاستقراء ـ من فواتح وخواتم السور و المساحات التي تحوزها الأفكار والأهمية المبرزة في أساليب التعبيرـ توقف عند أحاديث الفضائل وبين إنفراد سماحة السيد بهذه الاستفادة.
2ـ استفادة المعنى الحقيقي المراد (أي النهائي ـ الوظيفي) في بعض الموارد لاسيما عند الاشتباه..
3ـ الانطلاق من الروايات التأويلية، لدراسة التناظر(بوصفها أمثلة تأويلية) والتمهيد لقراءة العصر الراهن.
وهذا الأمر الأخير يصح جوابا عن التساؤل عن كيفية قراءة الآيات القرآنية وتطبيقها على المتغيرات والحوادث الجديدة، بحيث لا نكتفي بالنماذج الواردة.
وفي الحديث عن الإضافات المنهجية أشار الشيخ إلى مسألتين هما:
الأول: إثبات معاني القران: فتساءل عن السبيل للتعرف على معاني القران هل هي اللغة فقط..أم أن هناك مجالات أخرى وأماكن أخرى لمعرفة معنى كلمات مثل(الفتنة)..و(المولى).. فما هو المعنى الحقيقي للكلمة.. وأي نجده..؟
وذكر أن السيد المرجع المدرسي يعيدنا إلى ثلاث مصادر لمعرفة معنى الكلمة عبر كتب اللغة..
1ـ البحث عن موارد استعمال الكلمة في القران الكريم.
2ـ السياق القرآني.
3ـ الروايات والأحاديث الشريفة..
الثاني: مقاصد السور.. وهذا تناوله السيد المدرسي باليات جديدة للتفسير القرآني المعاصر..

تلى ذلك بحث لسماحة الشيخ شكيب بديرة التونسي بعنوان:

الشيخ شكيب بديرة يلقي بحثه(التفسير الموضوعي والكلام الحديث عن الشهيد الصدر الأول

قارب فيه الباحث، الآلية المنهجية للتفسير الموضوعي الذي ساهم الشهيد الصدر في إرساء معالمه؛ بكيفية جعل منها الجذور المعرفية لبناء نمط تفكيري يؤسس للكلام الحديث ، بعد أن أصبحت مقولات الكلام القديم غير مستوعبة لمشكلات الواقع الجديد الذي يتفاعل مع ساحات متسعة من النظم الفكرية والثقافية، مما جعل هذه الدراسة تحظى بهذا الكشف المعرفي الذي لم تسمح الظروف للشهيد الصدر في إكمال معالمه ، وأشار الباحث إلى أنه ليس أول من أشار إلى مساهمة الشهيد في بناء الكلام الجديد،ولكن الجديد في دراسته هو الربط بين التأسيس المنهجي للتفسير الموضوعي والكلام الجديد عند الشهيد مع الإشارة إلى أنه هو الطريق الذي حاول من خلاله الشهيد تقديم فهم جديد للنص يؤسس لمقاربات بنائية تندفع معها مجموعة من الشبهات والإشكالات الحديثة.

بعد أن ارتكز الشيخ على هذا الفهم انطلق منه لبيان المنهج الموضوعي وخصائصه مبيناً الفوارق بين التفسير التجزيئي ذي الطابع السلبي الذي يتناول آية أو مقطعاً دون أي افتراضات مسبقة تخلق علاقة جدلية بين الموضوع الخارجي والداخلي في النصوص سلباً كان أو إيجاباً وبين التفسير الموضوعي الذي يحاول القيام بالدراسة القرآنية لموضوع من موضوعات الحياة العقائدية أو الاجتماعية أو الكونية وهي الطريقة التي تمكن من الاجتهاد المبدع للتوصل إلى ما وراء المدلول اللغوي واللفظي وقد قال الشيخ هنا: ( هكذا يتخذ التفسير طبقاً للمنهج الموضوعي غايةًَ كلاميةً واضحةً : فلا يعود للألفاظ والمركبات اللفظية مدلولات لغوية فقط، بل إن تجميعها ضمن منظومة صغيرة متمحورة حول موضوع واحد سوف يكسبها دلالات جديدة كلامية ) ولا تتم هذه الطريقة إلا بالحوار مع القرآن بدلاً من الاستماع إليه لكي يكتشف موقف القرآن من الموضوع المطروح والنظرية التي بإمكانه أن يستلهمها من النص، واعتبر الشيخ هذه الطريقة بمثابة إضافة بعد تركيبي قوي في المنهج النصوصي العقلي المعتمد في علم الكلام

وأشار الشيخ إلى أنه من الضروي في هذا التأسيس الالتفات إلى شبهة التأويل التي يمكن أن تجعل من التفسير الموضوعي محظوراً شرعياً يقف حاجزاً أمام هذا التأسيس، وهي أدلجة النصوص بالقبليات المعرفية التي يحملها المفسر، دافعاً ذلك باستبعاد الشهيد لأي محاولة تخضع القرآن للتجربة البشرية وإنما التوحيد بينها وبين النص في سياق واحد لكي يكون متاحاً استخراج المفهوم القرآني، وتوقف الشيخ عند ذلك جاعلاً تمامه في المحك العملي

ثم استعرض تجربة الشهيد في التفسير الموضوعي بشيء من التقييم والنقد بداية من المحاولات الأولى للشهيد في بعض دراساته كالمفهوم القرآني للحرية وكتابه اقتصادنا الذي تناول منه الشيخ مجموعة من المناحي التي أسس فيها الشهيد البناء الاجتماعي على ضوء التفسير الموضوعي متناولاً فيها عناوين ونماذج متعددة بشكل تستحق فيه المراجعة والدارسة.

وبعد الورقة الأخيرة اعتذر السيد الموسوي مدير الجلسة عن مداخلات الأخوة الحضور لضيق الوقت وعدهم بالتعويض عن ذلك في الجلسة الثانية.

الجلسة الثانية

انعقدت الجلسة الثانية لمؤتمر العودة إلى القرآن الكريم في دورته العاشرة مساء الأربعاء

29/ رجب/ 1427هـ، بفندق سفير السيدة زينب بدمشق،حيث افتتحت بتلاوة مباركة من القرآن الكريم، تلاها على مسامع الحضور سماحة الشيخ آميد باقروف،

قارئ القرآن الشيخ آميد باقروف
البحث الأول
عقب ذلك رحب مدير المنصة سماحة السيد محمود الموسوي بالحضور وعرفهم بالباحثين المشاركين في الليلة واعتذر عن غياب الأستاذ المحامي متوكل محمد علي الذي منعته ظروفه من المشاركة في المؤتمر.

وقدم الباحث الأول وهو الدكتور عبد الكريم الشبلي الذي جاءت دراسته بعنوان(منهج الدراسات القرآنية الاستشراقية المتأخرة)

حيث أشار في بداية دراسته إلى وجوب الاعتراف بأن أبحاث الاستشراق ودراساته الغزيرة هي التي تحدد اليوم نظرة الغرب للمسلمين، وبالتالي تصوغ بوسائلها الضخمة الرأي العام العالمي إلى

الدكتور عبد الكريم الشبلي من تونس يلقي بحثه في الليلة الثانية لمؤتمر العودة إلى القرآن الكريم في دورته العاشرةالإسلام والمسلمين وتراثهم. وأكد أن هذه الدراسات برغم ما تدعيه من علمية إلا أنها تستبطن دوافع سياسية وأيديولجية، وأشار إلى نجاح الاستشراق في تأسيس مراكز بحوث عريقة ونشيطة جدا في مختلف الدول الغربية لها إشعاعها ووزنها العالمي ولها مريدوها حتى من الجامعات الإسلامية، وأشار إلى أن دراسته تهدف إلى كشف اللثام عن أخطر هذه المدارس وأشدها عداوة للإسلام وعن أهم رموزها مع محاولة استعراض مناهجها وأهم المواضيع التي اسغرقت اهتماماتها، مع استخلاص الدوافع الحقيقية من وراء هذه الدراسات وعلاقتها بالحركة الصهيونية
وأشار الباحث أن مدارس الاستشراق الأوربية تمخضت عن فريقين لخصا موقف الغرب:
ـ فريق من الحاقدين المعلنين، يتحاملون على الإسلام وحضارته، وينحو إلى القول بأن القرآن الكريم مقتبس ومنقول عن الكتاب المقدس..وعلى رأسه هرشفلد وهوروفيتز وسباير.

فريق أكثر اعتدالا وإنصافا يدعي الموضوعية، ولكن تتضارب استنتاجاته.. ومثّل هذا التيار جولدتسيهر ونولدكه وشواليه ومرجوليوث..

وذكر أن أنشط المراكز في مجال الإسلاميات اليوم هي ليدين ولندن والكيان الإسرائيلي والولايات الأمريكية، ثم تعرض الباحث إلى نماذج من بحوث المستشرقين ومنها محاولتهم البحث عن قدم عربية الكتاب المقدس (التوراة والإنجيل) بحيث ترجع إلى ما قبل الإسلام ليكون لهم الحق بنسبة القران الكريم إلى تلك الكتب واتهام الرسول الأعظم بأنه كان مؤلفا عربيا ألف القرآن بزعمهم الباطل من تلك الكتب القديمة، وتعرض في هذا الإطار إلى الآيات النافية لذلك، وذكر أن هذه الدعاوي التي يدعيها المستشرقون في هذا العصر هي نفسها التي اتهم مشركو العرب الرسول الأعظم بها، و لكن القرآن الكريم أفحمهم وأخرسهم.
وأشار الباحث إلى بعض الأبحاث الاستشراقية التي تبحث في إمكانية معرفة الرسول للغات القديمة كاليونانية والسريانية وغيرها، رافضين بذلك أمية الرسول المذكورة في القرآن الكريم بحيث أعادوها إلى الجذر الغربي اليهودي الذي يطلق على غير اليهود الأمم فتكون الأمي نسبة إلى الأمم، وهذا مقدمة لنفي معرفة الرسول بالكتابة والقراءة مما يعني أنه كان باستطاعته القراءة والتعلم من التوراة خلال أسفاره التجارية،وأشار إلى أنه إذا صحت هذه النسبة فإنما تعني أن الله قد بعث رسولا من غير بني إسرائيل إليهم وإلى كل الأمم، وفي هذا السياق أشار الباحث إلى مجموعة من الكلمات القرآنية التي يدعي الاستشراق أنها كلمات عبرية ومصطلحات يهودية متجاهلين الجذر السامي لكلا اللغتين العربية والعبرية.

كما أشار الدكتور إلى بحوث الاستشراق حول تحريف القرآن الكريم بناء على بحوثهم في اختلاف القراءات.

البحث الثاني
بعد ذلك تقدم سماحة الشيخ عبد الغني عباس من العربية السعودية بورقته

الشيخ عبد الغني عباس يلقي بحثه. في الليلة الثانية لمؤتمر العودة إلى القرآن الكريم في دورته العاشرةالتي جاءت بعنوان(المعارف القرآنية وقراءة التفكيك) والتي أكد في بدايتها على أن أشرف العلوم ما اتصل بالقرآن الكريم وأقوال المعصومين، لأن شرف العلم من شرف المصدر والله سبحانه وتعالى مصدر القرآن الكريم والسنة المطهرة. ولا يختلف اثنان من المسلمين في مرجعية القرآن الكريم والسنة المطهرة، ولكن الاختلاف في منهج التعاطي معهما، وضرب سماحته أمثلة لبعض مناهج التعاطي مع القرآن الكريم التي لا تمت بصلة للقرآن والسنة المطهرة، فذكر محاولة احد الأخوة لجمع آيات الوجود في القران الكريم وتطبيقها على بحث لدكتورة أمريكية تقسم فيه الوجود إلى ستة مراحل. كما تعرض الباحث إلى المنهج الفلسفي وضرب مثالين للتفسير الفلسفي بما تفرد به ابن سينا والفارابي في تفسير بعض الآيات.

ثم تعرض الباحث إلى أقوال المدرسة التفكيكية وهي المدرسة المنسوبة إلى الميرزا الأصفهاني والتي لخصت مصادر المعرفة البشرية في ثلاث مصادر هي الوحي، والعقل والكشف، وعاب عليها اقتصارها في تفسيرها للقرآن على السنة المطهرة كردة فعل على المناهج الفلسفية، وذكر الباحث عدة أمور قال أنها تساعد على فهم القرآن وتفسيره :

1ـ تفسير القران بالقران .
2ـ تفسير القرآن بالروايات المأثورة عن رسول الله وأهل البيت.
وأكد الباحث أن تفسير القران بالقران -لو وصلنا إليه- أفضل أنواع وأشكال التفسير. ولقد وجد قبولا لدى معظم العلماء .. وأشار الباحث إلى ثلاث محاور لا بد منها:

1ـ رد المتشابه إلى المحكم في القران الكريم..
2ـ فهم الدور السياقي للقران..
3ـ الجميع بين الآيات القرآنية.
3ـ عدم تفسير القرآن بالرأي والاجتهاد.

وأشار الباحث إلى تباطؤ الدراسات القرآنية مقارنة ببقية العلوم كالفقه والأصول، ودعا إلى فصل آيات الأحكام عن سياقها القرآني.

وبعد أن انتهي الشيخ عبد الغني عباس من إلقاء بحثه فتح الباب للمداخلات:

فتقدم سماحة السيد عز الدين الفائزي بمداخلتين أحدهما للدكتور الشبلي حيث أثنى على بحثه القيم ووصفه بأنه حضاري ومعاصر يمس العمل المعاصر لليهود ودوائر الاستكبار العالمي وقال أن كلامي إلى جناب

السيد عز الدين الفائزي يلقي مداخلته على الدكتور الشبلي في الليلة الثانية من مؤتمر العودة للقرآن الكريم في دورته العاشرة.
الدكتور حول تحديدنا لموقف تجاه هذه الاختراقات والسؤال هو : هل هناك اقتراحات ومعالجات لما يعترضنا.

وأجاب الدكتور: أن البحث صيغ للتنبيه لهذه الاقتراحات ولم يقترح حلولا،ولكننا ندعو إلى تخصيص مراكز بحوث لمتابعة ما يحاك ضد الأمة الإسلامية ، وبمستوى مراكز البحوث الاستشراقية ماديا ومعنويا.

ثم اعترض السيد الفائزي على الشيخ عبد الغني عباس لرفضه للمناهج الفلسفية و الحكمية في تفسير القرآن، وقد أجابه الشيخ عباس على ذلك بأن وجه الاعتراض ليس على الفيلسوف لشخصه، فإنه يحق للإنسان من أي اختصاص كان أن يتناول الآيات القرآنية على شرط أن لا يفرض رأيه على القرآن.

ثم تقدم المهندس محمد علي الديري بعد أن أثنى على الشيخ عبد الغني عباس وبحثه، متسائلا عن هذه العودة للقرآن الكريم في خضم الصراع الطائفي الدائر بين الفرق والمذاهب، فأين نحن من تطبيق القرآن ومن العلوم القرآنية، أين نحن من حركة العلوم القرآنية، التي تدعو إلى الوحدة و التآلف.

المهندس محمد علي الديري يلقي مداخلته على الشيخ عبد الغني عباس في الليلة الثانية لمؤتمر العودة إلى القرآن الكريم في دورته العاشرة
فأجاب الشيخ عباس قائلاً:

اتفق مع الأخ أن هناك خللاً منهجياً حقيقياً في حياتنا الحوزوية..بالنسبة للدراسات القرآنية.. ولكن ألاحظ في الأفق أن الدراسات القرآنية أخذت تتوسع لتعالج الكثير من المشاكل الحقوقية والسياسية والعلمية..
ونحن مدعوون جميعاً لدراسة القرآن للاستفادة منه.

ثم قام الشيخ هاني الحكيم بتلاوة البيان الختامي للمؤتمر العاشر وقراءة التوصيات التي خرج بها في هذا العام.

من مؤلفاتنا