الموسوي لإذاعة طهران: زيارة الحسين مشي نحو الحياة

tahranأجرت إذاعة الجمهورية الإسلامية في إيران لقاء مع السيد محمود الموسوي بمناسبة ذكرى أربعين الإمام الحسين (ع) 1432هـ، ضمن برنامج الأيام الخالدة، وكان اللقاء حول زيارة الإمام الحسين (ع) في العشرين من صفر وبركات الزيارة مشياً على الأقدام.

 

.

وقد استهل السيد الموسوي حديثه بالرواية عن أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ (عليه السَّلام) أَنَّهُ قَالَ: "عَلَامَاتُ الْمُؤْمِنِ خَمْسٌ صَلَاةُ الْخَمْسِينَ، وَزِيَارَةُ الْأَرْبَعِينَ، وَالتَّخَتُّمُ فِي الْيَمِينِ، وَ تَعْفِيرُ الْجَبِينِ، وَالْجَهْرُ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم. 

وبيّن أن العلامة هي الشعار.. لذلك فإن زيارة الأربعين لها أبعاد مهمة وخصائص معينة ترتبط باحالة الشعاراتية والإعلامية، إضافة إلى الثواب العام الذي يحصل عليه الزائر كزائر للإمام بغض النظر عن التوقيت أو الحالة التي يكون عليها أو النية أو غيرها..

ويمكن أن نعرض مجموعة من هذه الجوانب المهمة التي تشتمل عليها زيارة الإربعين:

1/ الثواب العام الذي يناله الزائر بغض النظر عن التوقيت.

أنه ينال الجنة ويدخلها قبل الناس بأربعين عاماً (فعن زرارة قال سمعت أبا عبد الله يقول: إن لزوار الإمام الحسين (ع) يوم القيامة فضلا على الناس. قلت ما فضلهم؟ قال: يدخلون الجنة قبل الناس بأربعين عاماً، وسائر الناس في الحساب والموقف).

ومنها أنهم ينالون دعاء الرسول (صلى الله عليه وآله) والإمام علي (عليه السلام) والزهراء (عليها السلام) وسائر الأئمة (عليهم السلام)..

ولا شك أن من ينال دعاء النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) سوف يكون محل بركة وينال البركات في حياته قبل الحياة الآخرة.

وكذلك ـ الزوار ـ ينالون دعاء الملائكة والموكلين بقبر الإمام الحسين (ع) وهم سبعين ألف ملك.. وثواب صلواتهم تعود إلى الزوار..

2/ كما أن الزائر ـ لقبر الإمام الحسين (ع) ـ  يحصل على الثواب الخاص بالحالة التي يأتي عليها.. والمشي هنا مثالاً.. حيث أن تلك الخطوات مقدرة ومحسوبة ومنظورة من قبل الله تعالى، فتلك الخطوات ليس كسائر الخطوات..

قال أبو عبد عبد الله (ع) الصادق، للحسين بن ثويبر: ياحسين من خرج من منزله يريد زيارة قبر الحسين بن علي (ع) إن كان ماشياً كتب الله له بكل خطوة حسنة ومحى عنه سيئة حتى إذا صار إلى الحائر كتبه الله من المفلحين والمنجحين، حتى إذا قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين، حتى إذا أراد الإنصراف أتاه ملك فقال : إن رسول الله (ص) يقرؤك السلام ويقول لك: استأنف العمل فقد غفر لك ما مضى).

بل إن هنالك روايات تشير إلى أن الزائر القاصد لقبر الإمام الحسين (ع) يكتب الله له حجة كلّما رفع رجلاً، ويكتب له عمرة كلما وضع تلك الرجل..

فهذه الأقدام التي تمشي نحو قبر الإمام (ع) قاصدة زيارته معترفة بحقه ومكانته ورتبته التي رتبه الله فيها، لها شأن عظيم ومحل نظر الله تعالى، وبركاتها شاملة.. فإن الإنسان في الحال العادية عندما يمشي في حياته نحو مكان ما، فإن هذا المشي يأخذ وقتا وينتقص من عمره، إلا أن الوقت في زيارة الإمام الحسين (ع) لا يحسب من الآجال، بل يضاف إلى العمر بركة وزيادة.. بل أن هذه الخطوات تعمل آليا لمحو الذنوب فكأنها عملية استغفار مقبول مستمر، وأيضا تضيف خطوات الزائر في رصيده ثواباً عظيماً قدّر بثواب الحج والعمرة لكل خطوة، فما أعظم تلك الخطوات..

كما يمكن أن نمثل لهذا المشي بأنه سعياً قلبياً نحو الولاية لأولياء الله تعالى الذين بذلوا في الله مهجهم، ورفعوا راية الحق كأئمة هداة نصّبهم الله تعالى لقيادة خلقه، وسعياً للبراءة من أعدائهم أعداء الدين، ومن كل الظلمة والطغاة على وجه الأرض..

فالمشي نحو قبر الإمام الحسين (ع) ليس مشياً نحو الموت والميتين كما يتصور البعض، بل هو مشي نحو الحياة، فعند الإمام الحسين (ع) تبدأ الحياة، فمنهم عليه السلام تؤخذ كل قيم الحياة.

كما أن حالة الخوف وغيرها لها مدخلية في زيارة الإمام الحسين (ع) أيضاً..

عن زرارة قال: (قلت لأبي جعفر (ع) ما تقول فيمن زار أباك على خوف؟

قال: يؤمنه الله يوم الفزع الأكبر، وتلقاه الملائكة بالبشارة، ويقال له: لا تخف ولا تحزن هذا يومك الذي فيه فوزك)..

3/ ويمكن أن نضيف بعداً مهما في زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في الأربعين وهو حالة المواساة لأهل البيت في مصابهم بالإمام الحسين (ع)، ففي الأربعين يوجد بعد مهم قام به جابر بن عبد الله الأنصاري الذي قام بمراسيم الزيارة في نفس ذلك اليوم،

لذلك ينبغي أن نستحضر كل الثواب والبركات التي يحصل عليها المواسي لأهل البيت الباكي على مصابهم سلام الله عليهم.

كما ورد عن الإمام علي بن الحسين (ع): (أيّما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين ابن علي (ع) دمعة حتى تسيل على خده بوّأه الله بها في الجنة غرفاً يسكنها أحقاباً...).

وفي الختام نؤكد

أن زيارة الأربعين هي شعار للمؤمنين وإعلام يدوي في سماء العالم، إننا حسينيون، حسينيون في عقيدتنا في أخلاقنا في إبائنا في كرامتنا في كل قيمنا، وعلى هذا النهج نسير.

 

 

من مؤلفاتنا