مشاركة في مؤتمر القرآن الكريم بسيهات

1207347953img43617dd48df43في إطار مشاركته في مؤتمر القرآن الكريم والمنعقد في حسينية الرميح بمدينة سيهات بالمملكة العربية السعودية قدم السيد محمود الموسوي مساء يوم الخميس 16 رمضان 1426هـ ورقة بحثية بعنوان " القرآن وحرية المجتمع .. إشكاليات الواقع المعاصر (التدين مثالاً).وقد كان المؤتمر في دورته الثالثة تحت شعار [b>(مشروع الحرية في القرآن الكريم وإشكاليات الواقع المعاصر)[/b> ، في تاريخ 17 ـ 18 / شهر رمضان المبارك 1426هـ ، حيث شارك في المؤتمر كل من : .

 

• سماحة الشيخ محمد حسن الحبيب - صفوى
• سماحة الشيخ حسن النمر - الدمام
• سماحة الشيخ زكريا داود - سيهات
• سماحة الشيخ علي آل موسى - العوامية
• سماحة الشيخ جواد جضر - سيهات
• سماحة السيد محمود الموسوي - البحرين
• الصحفي الأستاذ عبدالفتاح عيد – سيهات (مدير المؤتمر).

وقد تناول البحث الذي قدّمه السيد محمود الموسوي مدخل لحركة الإنسان من خلال شعوره ونزعته نحو التحرر ، و أشار إلى أن الحرية لابد أن يكون لها ضوابط ومسارات تتوافق مع مصلحة الإنسان .

فأن اطلاق الحرية يؤدّي إلى إباحية مطلقة في جميع مناحي الحياة ، ويمكن أن يستفهم ذلك عبر التناول القرآني لفعل الإسراف في الأكل والشرب وفي الحكم والإدارة ، وفي الشهوات والجنس ، وفي الأفكار واللامبالاة وغيرها ..

وكذلك الحال مع وأد شعور الحرية الذي قام به الإنسان عبر فعل التحريم المتبرع به ، كما ذكره القرآن الكريم ، كالذين حرّموا زينة الله ..

(الحرية هي من أهم السمات الحضارية للمجتمع الإسلامي الناهض، لذلك أكّد عليها القرآن الكريم، وعالج مشكلاتها المرتبطة بالآصار النفسية، وهي عبارة عن الأمراض النفسية و ثقافة الوأد و وساوس النفس الداعية إلى العبودية للذات والشهوات، وعالج مشكلات الكبت التي يمارسها الطواغيت، ودعى للكفر بالطاغوت ورفضه، و مجابهته باعتباره معيقاً لحركة المجتمع وفاعليته).

القرآن الكريم بشّر بمجتمع حر وفق الضوابط المذكورة ، بحيث يلبّي رغبات الإنسان ولا يعتدي على حريات الآخرين .. لذلك فإن من صفات المجتع الحي هي الحرية وكسر الأغلال ,, "إن الأغلال الاجتماعية هي كالسلاسل المطوّقة لأعناق الناس تسحبهم كرهاً وجبراً نحو ما لا يريدون، فالحرية هي إزالة هذه الأغلال لكي ينطلق المجتمع باتجاه إرادته التي يختارها".

لذلك فإن ما نراه من إشكاليات معاصرة في محاولة البعض لمخالفة هذا المفهوم من خلال سلوكياتهم التي يدّعون أنها منسوبة للدين ، لا يمكن أن تبرر قرآنياً ، و السبب الذي جعل أولئك يقعون في هذا الفعل ، هو الخلط بين مفهوم (الدعوة والتبليغ) ، و بين مفهوم (الهداية)..

فالدعوة والتبليغ هي مسئولية الإنسان الرسالي .

والهداية هي شأن إلهي .

فمن يخلط بين هذا وذاك ويمارس الاجبار والعنف تجاه الناس لكي يؤمنوا ، سيناقض الدعوة القرآنية للتبليغ ، ودعوته لعدم السيطرة وعدم الإكراه على الدين ..
فإن تبنّي الدين هو من شأن العقل والقلب ، وفعل الإكراه من شأن الجسم والشكل ، وهذا لا يتفق و ذاك ..

وبعد ذلك انتقل البحث إلى حل إشكالية القول بأحقية الدين الإسلامي والدعوة إليه وعدم مقبولية ما سواه من أديان ، وبين القول بحرية المعتقد وترك الخيار للناس ..

ودارت المشاركات والمداخلات من الحضور الكريم التي كانت بشكل واسع ، حول عدّة مسائل منها موقعية قتل المرتد من القول بالحرية الدينية ، وموقعية أخذ الخراج على غير المسلمين في بلاد الإسلام ، و أزمة بعض الجهات التي تمثّل الدين في الادعاء بأنهم الحق المطلق ..

وقد أجاب السيد محمود الموسوي على مجموعة الإشكاليات والمناقشات المطروحة في سياق مناسبتها مع البحث.

شارك في نفس الليلة سماحة العلاّمة الشيخ محمد حسن الحبيب.

من مؤلفاتنا