في بدايات أزمة فايروس كورونا الذي اجتاح العالم، وعلى إثر التداعيات المجتمعية والثقافية، بدأت بالكتابة فيما يمكن أن يساهم في بناء وتوضيح الثقافة السليمة للتعاطي مع الوباء، من خلال قراءتنا للدين وفهمنا للنوازع البشرية.
وهنا أضع ما كتبته في برنامج تويتر حصراً، لأنه يعتمد في الأغلب على الاختصار والإشارات. والآن وبعد مرور عدة أشهر من التوسع في انتشار الوباء، ومع ظهور التباينات في التعاطي، رأيت من الضروري نشر ما كنت قد كتبته سابقاً، للتذكير به، ولما رأيت من تباين في التعاطي ظهر فيما بعد مما قد ينطبق عليه ما ذكرناه سابقاً.
فما سوف تقرأه ليس ردوداً على شخص معين، وإنما هو معالجات لثقافة في القراءة والتعاطي.
وإليك ما كتبنا بحسب الأقدمية.
***
كورونا امتحان لمعدن الإنسان وثقافته.
امتحان للحكومات.
امتحان للمجتمع.
امتحان للمصابين.
فانظر أين أنت، وأي منطق ستتبنى، وأي سلوك ستنهج، وراقب العالم من هذه الجهة.
نسأل الله أن يمنّ على المرضى بالشفاء والراحة، وعلى الحكومات بالعدل والشفقة، وعلى الشعوب بالإنصاف وحسن السيرة.
***
كورونا فايروس خفي عن الأنظار، أربك العالم، لنتفكّر في هيمنة الله تعالى الكونية، وضعف الكائن البشري، فلا يظلم ولا يستكبر، وللمظلوم توسل بعظمة الله.
في دعاء مكارم الأخلاق: اللهم صلّ على محمد وآل محمد، ولا أُظلَمنّ وأنت مطيق للدفع عني، ولا أظلِمنّ وأنت القادر على القبض مني.
***
كورونا والدرس الأبلغ
1- كل حوادث الكون، سيئها وجيدها، هي رسل الله إلى العقل، وبها ذكّر الوحي، وهي تقود إلى معرفة الله والإيمان به، فقاعدة: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبيّن لهم أنه الحق)، مستمرة مازال في الناس نَفَس، ومازال على العقل ركام.
2- من الحوادث ما هو من صنع مباشر للبشر، ومنها ما ظاهرها خلاف ذلك، فبعد أن كان سبب الانهيار المالي في 2008 نظرية البجعة السوداء بفعل بشري، ها هي نظرية البجعة الخضراء تدق نواقيس خطر أزمة مالية عالمية جديدة، بفعل التغيّر المناخي، وفيما يبدو لنا انها خارجة عن إرادة البشر.
3- كل ذلك ظاهره خارج الإرادة البشرية، لكنه متصل بها بنحو من الأنحاء، وهو اتصال السبب بالنتيجة، ولكن الاتصال بينهما خارج حسابات المنطق المادي فيما يفهمونه من قوانين المنطق والفلسفة والفيزياء.
وهي في حسابات الله أنواع، يجمعها قوله تعالى: (ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا تُرجعون).
4- حدث فايروس كورونا، سواء طويت مرحلته سريعاً أم تمدّدت، لابد أن نعتبره من رسل الله إلى العقول، لعلها ترجع لبارئها وتنفض عنها شوائب الإلحاد والكِبر ويتخلى الإنسان عن تعاليه بما وصل إليه من تقدّم مادي، على الخالق العليم.
5- لنلتفت يميناً وشمالاً، ونقرأ ما أحدثه كورونا الكائن الخفي، سنرى ضعف الأبدان وضعف التدبيرات تجاهه، فهذا الإنسان المسكين المتصاغر أمام عظمة الرب، ينسى أنه (مكنون العِلل.. تؤلمه البقّة، وتقتله الشرقة، وتُنتنه العرقة).
6- - بسبب كورونا قد استنزفت اموالاً من الصعب عدّها، فكافة القطاعات تأثرت بشكل أو بآخر، فالصين وحدها استغنت عن شراء 20% من النفط، ما يعادل حاجات بريطانيا وإيطاليا مجتمعتين، واضف لها توقف حركة الطيران وتراجع المواصلات، ما يعني أن سوق النفط في انحدار مخيف.
7- وأدر النظر على قطاعات الصناعة وتوقف المصانع كلياً أو جزئياً، ما كبد شركات كبرى في مجال التكنلوجيا خسائر فادحة، ثم ارمق ببصرك مصروفات الدول للوقاية والعلاج وما يتصل به من توقف بعض الإدارات والأعمال، فنحن أمام سيل من المليارات..
8- إن كانت المادة هي القيمة الأساس، وإن كان الإلحاد موئل العقول، فها هي المادة تذروها الرياح وهذا العجز مطبق على البشر، ولو كان ذلك مؤقتاً، لأنها رسالة، ومن شأن الرسائل الإيجاز، ومن شأن الرسل البلاغ المبين. فابحث عن الله ذي القوة المتين.
9- لنتذكر أمام هذا المشهد وكل مشهد كوني يمر علينا، قول الله تعالى: (يا أيها الناس ضُرب مثلٌ فاستمعوا له، إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له، وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه، ضعف الطالب والمطلوب).
10- وإن كان الإيمان بالله قيمتنا الكبرى، فلا تزيدنا الحوادث إلا إيماناً وإياباً إلى الله، بالصبر على الصعاب ليوفينا أجور الصابرين، وبالعلم نواجهها لنتخطى التحديات، فيوفينا أجور المحسنين، ألا ترى أن من لا يضع الله في حساباته فهو وإن أنجز ففي تيه، تقلّبه الحوادث.
11- سينجح الإنسان بإذن الله وتوفيقه في الوصول إلى علاج ل كورونا، ولكن البعض سيخرج من التجربة بخسائر في كل جهة، وبعض سيخرج رابح في كل جهة، رابح في انتباهة العقل وفي زيادة الإيمان وفي رفع الدرجات..
12- ثم إن الحوادث في رسائلها الاجتماعية لا تقل عن رسائلها في عموم الإيمان، فهل يحضر التعاون أم يغيب، وأيننا من الإنصاف والتعاطف، وهل أخذنا تيار الهلع والجشع أم لا.. كل ذلك بعين الله تعالى.
***
ذكرت وكالة بلومبرغ، أن مجموعة من أغنى أثرياء العالم فقدوا خلال أسبوع واحد 444 مليار دولار.
سبحان الله، كل هذا بسبب فايروس كورونا
يحسب أن ماله أخلده.
***
كورونا حاله حال أي مرض في التعامل.. فأنت كمسلم عليك أن تتوسل بجانبين:
1- التوسل بالأسباب الطبيعية للوقاية والعلاج، ومصدره الأطباء.
2- التوسل بالأسباب الغيبية (الدعاء والتوسل)، ومصدره الروايات.
فلا تهمل أحدهما، ففي التحديات لابد أن يفوح التوازن من سلوكك.
***
هناك رأي بضرورة إغلاق الحسينيات في فترة أسبوعين كاحتياط عن كورونا، وحسينيات قررت الإغلاق، وهناك رأي يرى الاستمرار في الفعاليات.
كلٌّ له جهة نظر، لنتعلم الحرية في إبداء الرأي، ولنتعلم الأخلاق في أسلوب طرح الرأي.
***
الأوراد المختلفة لدفع البلاء
لابد من التسليم المطلق بكافة الأوراد الواردة عن أهل البيت (ع) في الملمّات والحاجات، ففيها الخير العميم وهي الإكسير الأعظم، ونجد العلماء ينصحون بهذا الذكر أو ذاك تحديداً، فذلك لاعتبارات عديدة، منها:
1- أن منها ما هو أكثر أثراً من جهة خصوصيته الذاتية.
2- ومنها ما ينفذ لخصوصيته للأمر المطلوب.
3- ومنها ما يمكن العروج بمضامينه من خلال درجة المعرفة.
4- ومنها ما يعتمد على كيفية خاصة (منصوصة أو مستنبطة).
5- ومنها ما يحدث أثراً بالإضافة لدرجات اليقين.
6- ومنها ما يؤخذ ثقة بتجربة العلماء، مع ما مرّ ذكره.
7- ثم أن الأمر لله، يجري ما فيه صلاح المرء دنيا وآخرة.
فما يؤخذ من باب التسليم، فهو نافع، إن شاء الله.
ففروا إلى الله.
***
عند الاختلاف في التشخيص، عادة تبدأ (من البعض) المزايدات.
وليس من المزايدات أن تقول رأيك وتذكر مبرراتك.
ولكن من المزايدات أن ترى نفسك فقط الناصر الأمين، وغيرك إنما يبغي الهزيمة والخيانة.
***
عند كثرة المزايدات في الاختلافات، ترتفع درجة الأولوية في أن يتحمل كل صاحب رأي مسؤولية رأيه، فيحاول أن يكتب باسمه الصريح، أو يلتزم أعلى درجات مراقبة النفس باختيار كلماته، فما غاب عن الناس لن يغيب عن رب الناس.
***
حافظ على قيمة (إحياء أمر أهل البيت (ع)) - وفقاً للموازين الشرعية - بالكيفية التي تناسب وضعك.
فإن اختلاف الأسلوب لا يعني اختلال (القيمة) عندك، إنما يعني تمسّكك بنور الولاية في مختلف الظروف.
***
كل من استهزأ بعقيدتنا في التوسل بأهل البيت (ع)، ظن أنه نال من عقيدتنا عندما يتم أخذ الاحتياطات في تعقيم المشاهد من أجل سلامة الزائرين.
لكنه في الحقيقة قد ألقى على نفسه الحجة البالغة لأنه رأي كيف يتم أخذ الاحتياطات في البيت الحرام بسبب كورونا. إن كان له قلب. بكم_يشفى_المريض
***
بدلاً من التذمّر والانشغال بالشائعات والتصيد في الماء العكر في محنة كورونا، ابحث عن العِبر.
فإن لله في كل شأن شأناً.
ففي الأمراض والأوبئة:
1- عقاب للكافر.
2- تكفير للمؤمن.
3- إنابة للمذنب.
4- رسوخ ولاء للموالي.
***
مناقبيات
أَخَوَان اثنان نوَيا التشرّف بزيارة المرقد المطهّر، أصابتهما وعكة بالظَهر. وضع أحدهما يده مكان الألم وقال: سأخلد للراحة وأذهب غداً لأزور بصحة جيدة.
قال الآخر: سأذهب للزيارة الآن وأسأل الله تحت قبته الشفاء. همّ بالخروج فقال له أخوه: قلدتك الدعاء والزيارة، وناوله عكازة ليتكئ عليها.
***
الطأفنة في أزمة كورونا
الجميل أن التاريخ يسجل مواقف السوء والخزي ليطلع عليها الناس.
والأجمل أن الله لبلمرصاد.
ارفع رأسك أيها الموالي فقد تعلمتَ من أهل البيت (ع) أن تتلألأ في الأزمات..
أزمة كورونا مثالاً..
***
وباء كورونا سيرحل كما رحلت الأوبئة من قبل، وستبقى الآثار.
فاحرص على ترك أثر طيب، في الرأي او في الفعل.
***
نحتاج في محنة كورونا: للتفهّم، والتّعاون، والتوسّل.
نتفهّم طبيعة الوباء لأخذ الاحتياط.
نتعاون مع الجهات المختصة للحدّ منه.
نتوسّل بأهل البيت (عليهم السلام) لكشف هذه الغمة.
***
يُنقل أن حرم الإمام الرضا (عليه السلام) سيغلق ثلاثة أيام لدواعي التعقيم. إن صحّ الخبر، أدعو نفسي وأخوتي لزيارة الإمام الرضا عن بُعد في البيوت، طيلة الأيام الثلاثة.. فزيارتهم مدد السماء.
***
أكثر ما أخشاه، أن تأخذ إجراءات كورونا مدة طويلة، ونبقى نبدد الوقت في متابعة التفاصيل ما حدث وما سيحدث.. كلنا نحتاج خطة لإدارة أوقاتنا فيما ينفع.
***
البعض لحد الآن لا يريد أن يصدّق أنه من الممكن أن يتفق في الرأي والموقف مع من كان طيلة عمره يختلف معهم.
فتراه يزايد على مجتمعه على علمائه بل وعلى نفسه دون دليل. فقط هو مصدوم من حقيقة أن الناس ممكن أن يتعاونوا فيما اتفقوا عليه. وهذه حقيقة الوحدة في ظل التعدد.
***
هل كورونا حرب بيولوجية أم وباء طبيعي؟
لا أعلم.
ولكني أعلم انه ابتلاء، وعلينا أن نخرج منه ناجحين مفلحين.
1- أن نرجع إلى الله.
2- أن نتوسل بأهل البيت (ع).
2- أن نساعد أنفسنا والآخرين.
***
فقه المزايدة
(خلط العناوين مثالاً).
بشأن (قلة الزائرين وامتناعهم ومنعهم) هناك فرق شاسع في العناوين الواردة في الروايات بأن يكون بسبب (اللهو)، (الجهل)، (الجحود)، (الزهادة)، (منع الجائر)، (العلّة)، (الشغل)، (البُعد)، (الفقر)، (العذر الأعم).
فلكل عنوان خطاب يناسبه، فمن لا يعي معاريض كلام أهل البيت (ع) ولم يسبر غوره، ولا يعي أين يضع عنوان (الحيطة والحذر) و(سلامة الزائرين)، فلا يفتي الناس بغير علم، وليترك الفتوى لأهلها.
***
الأخلاق، هذا عزّ وقتها، أخلاق التعاون والبذل والمراعاة، أخلاق التعامل والاختلاف.. مواقف لن تُنسى.
***
بعد انتهاء وباء كورونا ونحن بخير وعافية، سأسل نفسي: ماذا أنجزت وما استفدت؟
هل ستسأل نفسك؟
***
قد نتوسّل بالإمام فلا يستجاب لنا، فما السّر؟
1- قد تكون عندي موانع، فأُعطى غير ما طلبت.
2- قد أطلب شيئاً ويرى الإمام حاجتي لما هو أولى منه، وأنا غافل عنه.
فإنه لا يمكن أن يرجع المتوسّل خائباً أبداً، وأدنى ما يحصل عليه الزائر الحفظ، فما لم تحصله، ثق أنك حصلت الأعلى منه.
***
ما دمت قد تفهّمت تماماً كبت الحريات كتدابير بشرية من أجل مصلحتك الصحية. فقد أُلقي الحُجة عليك لتتفهّم تدابير القليل منها كتدابير إلهية لِما يعود لمصلحتك الاجتماعية والدينية والأخروية.
(والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
***
برنامجك في العزلة البيتية
1- المحاسبة
وتيرة الحياة سريعةٌ، تعصف الفِكرَ والتأملَ، فأنت بحاجة ماسّة للهدوء لتعرِضَ شريط الحياة بتأنٍ، كي تُحاسب نفسك، وتزِن قولك، وتقوّم عملك، وتهجر خطأك، وتزيد في ما تُحسن.
قال الإمام علي (ع): (حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، ووازنوها قبل أن توازنوا).
2- العائلة
عائلتك هي التجمّع الذي ستبقى تنتمي له طول حياتك، فعزّز الانتماء بالتفهّم، وقوّمه بالتناصح، وطوّره بالتعاون، واجعله جنّة بالتآلف.
قال رسول الله (ص): (خيركم خيركم لأهله).
3- الصلاة
الصلاة عمود الدين فلا تجعلها أضعف أعمالك، لأنها ستحمل دينك وستحمي دنياك، فاغتنم الفرصة في تهذيبها بتعلّم أحكامها، وتجويد أفعالها، وتفهّم ألفاظها، وترفّل في خشوعها.
قال الإمام الصادق (ع): (من صلّى ركعتين يعلمُ ما يقولُ فيهما، انصرف وليس بينه وبين الله ذنب).
4- الذكر
في الأيام المباركة عوائد وهدايا جزيلة من الله، فاستنزلها بنظام (الأذكار) القصيرة، كالاستغفار والتهليل والصلاة على النبي وآله، فلكل شهر أذكاره، فعوّد لسانك أن يلهج بها. فهي عمّال تبني جنّاتك، ومفاتيح لأبواب حاجاتك.
قال الإمام الصادق (ع): (إن الله يقول: من شُغِل بذكري عن مسألتي، أعطيته أفضل ما أُعطي من سألني).
5- القرآن
النظريات ترسم رؤية الإنسان الكونية، وهي رؤية تحدد مساراته في كل الاتجاهات، وتحدد علاقاته بكل الموجودات، ولن تجد أفضل من كتاب الله العزيز ليزوّدك بتلك الرؤية. فكوّن علاقة بالقرآن بالتدبّر في آياته، لتترقّى في سلّم تلك الرؤية الكونية. فهو النور الذي يضيء الله به الحياة، وهو الهدى الذي يصيغ به الإنسان، وهو البصائر التي يقيم بها الحضارة.
قال الإمام علي (ع): (تدبّروا آيات القرآن واعتبروا به، فإنه أبلغ العبر).
6- القراءة
لقد جعل الله البساتين مرتعاً للنفوس، ومن أهمها بساتين العلماء وهي (الكتب)، فلا تحرم نفسك أن تسرح في ربوعها وتشم أريج زهورها، ففيها المعارف التي تقوّي دينك، وتبصرك خطاك، وتنجح مطالبك، وتقوّم شخصيتك، وترفع شأنك عند الله وبين الناس.
قال الإمام الصادق(ع): (إنه يأتي على الناس زمان هرج لا يأنسون فيه إلا بكتبهم).
7- التجارب
أتدري أنه يمكنك أن تختصر الزمن؟ بل يمكنك أن تسافر نحو التاريخ! بلى، فكلّ من يكبرك سنّاً وتجربة (أبوك أمك أخوك أختك أو غيرهم) يحملون في ذاكرتهم الكثير من التجارب، سواء كانت في النجاح أو الفشل، انفتح عليها وأبحر في الزمن المنقضي، ثم اخرج منها بسنن الاعتبار.
قال الإمام علي (ع): (في التجارب علم مستأنف، والاعتبار يقود إلى الرشاد).
8- إمام الزمان
إمام الزمان، الغائب بشخصه، الحاضر بولايته، إليه تنزل الرحمة ومنه تُسقى الأرض فتربوا وتزدهر، فأفضل سبب نتصل من خلاله بالله تعالى ونرتع في الحياة الطيبة، هو الاتصال بإمام الزمان عبر التوسّل به والدعاء له وإدامة ذكره، استنزالاً لرعايته، وانتظاراً لفرجه.
قال الإمام زين العابدين(ع): (انتظار الفرج من أعظم الفرج).
9- الأولاد
الأولاد ثمار الأسرة التي يقطفها المجتمع في تكوينه، والآباء والأمهات هم السّاقي لتلك الثمار، تعاملوا معهم بالإكرام تمهيداً لقبولهم التأديب، فسيكون في قولكم عن ما يصح وما لا يصح على قلوبهم هيّناً، وتقويم سلوكهم عملياً على جوارحهم ليّناً.
فعن النبي (ص): (أكرموا أولادكم، وأحسنوا أدبهم يُغفر لكم).
10- الإنفاق
لا يقوم بيت إلا بإدارة سليمة للمال، خذ وقتاً وحدّد ما هو لك وما هو عليك من حقوق الناس وحق الله، ثم حدّد ما هو مندوب وما هو واجب عليك. فإن في اقتصاد الصرف قوام المعاش، وفي الإنفاق لله بركة المعيشة.
عن الإمام الصادق (ع): (على كل امرئٍ غَنِم أو اكتسب، الخمسُ مما أصاب).
11- المهارات
احرص على اكتساب مهارات الحياة في أوقات الرخاء، فإنك أحوج ما تكون إليها في أوقات الشدّة، بل هي بلسم حياة الرخاء مهما بلغت من الغِنى، فتعلّم مهارات المنزل والمطبخ والشؤون الشخصية والتدبير الجماعي وسائر الفنون، فقد كان النبي (ص) يحلب العنز، وعلى (ع) يكنس البيت ويخصف النعل، وزين العابدين (ع) يطبخ للمُعزّين.
قال الإمام الصادق (ع): (قيمة كلّ امرئ ما يحسنه).
12- الاستماع
هناك من المتخصصين من صرف وقتاً وجهداً لتقديم مواد علمية وثقافية في الفضاء الإلكتروني، كي يتسنّى لك مشاهدتها والاستماع لها في أي وقت وفي كل حال، ما عليك إلا أن تبحث عن المادة الموثوقة النافعة، لصغي لها حتى أوقات الاسترخاء والارتياض أو عندما تقوم بمجهودات بسيطة.
قال الإمام علي (ع): (من أحسن الاستماع تعجل الانتفاع).
السيد محمود الموسوي
تويتر
@mmosawy
مقالات ذات صلة:
أحدث المقالات - من جميع الأقسام:
مقالات متفرقة:
المقالات الأكثر قراءة:
- ما معنى جوامع الكلم؟ - 2010/09/20 - قرأ 49029 مرُة
- معجم المؤلفين البحرينيين يترجم للسيد الموسوي - 2015/05/28 - قرأ 35949 مرُة
- هل في المرض أجر؟ وما صحة قولنا للمريض: أجر وعافية؟ - 2015/05/20 - قرأ 33875 مرُة
- لماذا نسجد على التربة الحسينية؟ - 2010/08/10 - قرأ 32125 مرُة
- مالذي يقصده الإمام الحسين من قوله: (لم أخرج أشراً ولا بطراً..) وهل لها انعكاس على الواقع الشخصي؟ - 2016/10/08 - قرأ 28589 مرُة
- بحث فقهي معاصر في حق الزوجة في المعاشرة - 2011/03/30 - قرأ 20507 مرُة
- ماهو واجبنا تجاه الامام المنتظر والاستعداد للظهور؟ - 2010/08/30 - قرأ 20037 مرُة
- السيرة الذاتية - 2010/08/08 - قرأ 19918 مرُة
- ماذا تقولون في كلمة الإمام الحسين عليه السلام: خط الموت على ولد آدم.. - 2016/10/08 - قرأ 19851 مرُة
- سورة الفيل وقريش - 2010/08/11 - قرأ 15918 مرُة