مؤتمر القرآن الكريم (الدورةالرابعة)
(النظام السياسي الإسلامي في التصور القرآني)
البحرين 20– 21 مايو 2010
.
تقرير – حسين محمد حكيم الطريفي
وسط أجواء قرآنية روحانية و إيمانية، وبحضور نخب من السادة العلماء وفي مقدمتهم نجل المرجع الديني سماحة المرجع الديني السيد محمد تقي المدرسي السيد سجاد المدرسي وعدد من المثقفين والمؤسسات القرآنية في البحرين والسعودية، اختتمت ممثلية آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي في البحرين أعمال مؤتمر القرآن الكريم في دورته الرابعة مساء الجمعة الماضي والذي انطلقت أعماله في الفترة ما بين 20 – 21 مايو الجاري في مأتم (أبو صيبع الكبير) شمال العاصمة البحرينية (المنامة).
ولأن النظام الإسلامي مصدره الله عز وجل وهو مستمد من العقيدة الإسلامية التي جمعت كل العقائد والكتب السماوية على منهج جديد ورسمت للحياة البشرية تصورات وأصول ورؤى لإستشراف المستقبل، ولأن القرآن الكريم الذي هو من عند الله العزيز العليم قد خط نظاماً سياسياً إسلامياً يهتدي به كل الضالون وكل من ينشد الطريق القويم والصحيح، فقد كان علىممثلية آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي أن تجعل من هذا المحور عنواناً بارزاً لعدد من المحاور المطروحة في برنامج مؤتمرها السنوي للمعالجة وتسليط الضوء على أثرها في صياغة واقع سياسي إسلامي سليم وصحيح وفقاً للمعطيات القرآنية والاستفادة من نور القرآن الكريم والعترة الطاهرة في نظام من أنظمته ألا وهو النظام السياسي الإسلامي.
أوراق المؤتمر:
جاءت أوراق المؤتمر منسجمة مع الأهداف التي وضعها منظمو هذه الفعالية، حيث حملت العناوين التالية:
الورقة الأولى: (النظام السياسي الإسلامي بين التصور القرآني والتصور الوضعي) لسماحة الشيخ سعيد النوري (قيادي في تيار الوفاء)
الورقة الثانية: (النظام السياسي الإسلامي بين الثوابت والمتغيرات ) لسماحة الشيخ عبد الغني عباس (من علماء السعودية)
الورقة الثالثة: (فقه الدستور وأحكام الدولة الإسلامية في المفهوم الإسلامي ) للدكتور راشد الراشد (باحث وكاتب في الشأن الديني والسياسي)
الورقة الرابعة: (تجربة أول حكومة إسلامية في المدينة المنورة، إسهاماتهاوسماته) لسماحة السيد مجيد المشعل (رئيس المجلس العلمائي ـالبحرين )
الورقة الخامسة: (الدولة الإسلامية أمر الرب وأمنية البشرية، أهدافها، معالمها،نموذجها )لسماحة الشيخ عبد الله الصالح (نائب الأمين العام لجمعية العمل الإسلامي )
ابتدأت الجلسة ألأولى بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم، للمقرئ الطفل حسن أبوالحسن (من جمعية إقرأ القرآنية).
وقد أدار الليلة الأولى الأستاذ إبراهيم السفسيف، حيث ابتدأ بالترحيب بالحضور من الرجال و النساء، معلناً بداية المؤتمر السنوي الرابع للقرآن الكريم.
كلمة الإفتتاح
ألقى كلمة الإفتتاح المنسق العام للمؤتمر ومدير ممثلية المرجع المدرسي سماحة السيد محمود الموسوي، مرحباً بالحضور، ثم بيّن أن هذا المؤتمر هو الكلمة السواء وهو الأرضية التي منها ننطلق للتقدم في عملية التداول القرآني لنرسم هويتنا الحضارية وإن تداولنا القرآني هذا ليس تداولاً حول القرآن فإننا لا نشكك في مقدرة القرآن حول العطاء، وقد تجاوزنا تلك المرحلة عبر الإيمان والتسليم ببصائر القرآن الكريم لننطلق من إيماننا وتسليمنا لقدرة القرآن الكريم التي يخرج بها الناس من الظلممات إلى النور في كافة مجالات الحياة وأن هذا التداول القرآني هو تداول لآيات القرآن الكريم ودلالاتها.
وتحدّث الموسوي حول موضوع المؤتمر الذي يعتبر من الموضوعات الحساسة وهو موضوع (النظام السياسي الإسلامي في التصور القرآني) كمعجزة من معجزات القرآن العديدة ليس في تقدم طرحه وحسب، بل في أصل احتواء القرآن الكريم على النظام السياسي، فالقرآن الكريم قد سرد لنا مبادئ السياسة وبين لنا ضرورة رفض الظلم ونصرة الحق في الواقع.
وفي ختام كلمته، قدّم الشكر للمشاركين والعاملين والداعمين والحضور، وبلّغهم سلامات ودعوات سماحة المرجع المدرّسي من مدينة جده الإمام الحسين عليه السلام كربلاء المقدّسة.
النظام السياسي وضرورة التأصيل القرآني
سماحة الشيخ محمد علي المحفوظ (الأمين العام لجمعية العمل الإسلامي).
في عصر طغت عليه الفتن والصراعات والنزاعات لا بد من التواصل مع القرآن لما له من دور محوري في صياغة نظام حياتنا وترشيد قضايانا باتجاه الأفضل والأصلح والأقوم. بهذه الكلمات بدأ سماحة العلامة الشيخ محمد علي المحفوظ كلمته مستطرداً بأن القرآن يمثل ثقافة الحياة بكل ما للكلمة من معنى فتحمل آياته حيوية لا نظير لها في أي تنظيرات فكرية ونظريات وضعية على الصعيد المعنوي والمادي والأخلاقي و التربوي والسياسي والاجتماعي.
وأردف سماحته قائلاً بأننا مدعون للانفتاح على ثقافة القرآن الكريم والعمل بتوجهاته والسير في ركبه وأن القرآن الكريم يحتاجه الفرد على صعيد واحد ويحتاجه المجتمع على صعيد المجموع بعيداً عن التمحور حول الذات والانغلاق على النفس في قبال الآخرين ووضع القرآن الكريم أرضية لبناء النظام الإجتماعي السياسي بطريقة راقية وسامية.
وسرد سماحته عدد من الآيات والأحاديث الشريفة المتعلقة ببناء النظم الإجتماعية السياسية في ضوء القرآن الكريم وعلاقة الحاكم بالمحكوم.
واختتم سماحته حديثه بالدعوة إلى الإنفتاح على المعاني الكبيرة والعناوين العظيمة التي تحملها آيات القرآن الكريم.
v الورقة الأولى:
(النظام السياسي الإسلامي بين التصور القرآني والتصور الوضعي)
لسماحة الشيخ سعيد النوري (قيادي في تيار الوفاء)
بدأ سماحته بتحية الحضور الكريم وتقديم الشكر الجزيل إلى ممثلية المرجع المدرسي على إقامة هذا المؤتمر القيم والدعوة المشكورة، ثم بدأ باستعراض محاور بحثه التي لخصها في أربعة محاور رئيسية هي:
المحور الأول : النظام السياسي الداخلي في القرآن الكريم.
المحور الثاني :النظام السياسي الخارجي.
المحور الثالث :مميزات النظام السياسي الإسلامي.
المحور الرابع :مميزات النظام السياسي الوضعي.
بعدها ناقش الشيخ النوري المحاور الأربعة تفصيلياً فقال: إن النظام السياسي الإسلامي يقوم على بعدين رئيسيين، فالبعد الأول يرتبط بشبكة العلاقات السياسية في داخل المجتمع الإسلامي ، والبعد الثاني هو النظام السياسي الخارجي في القرآن الكريم وهو يرتبط بشبكة العلاقات الخارجية بين المجتمع الإسلامي والمجتمعات الأخرى.
المحور الأول: النظام السياسي الداخلي في القرآن الكريم.
إن الكريم يؤصل لوجود أهداف كبرى تبتغي المسيرة الإنسانية تحقيقها وهناك أربع أهداف رئيسية يختزلها مفهوم الخلافة والأمانة وهي:
التزكية والتربية.
العلم وصياغة العقل والحكمة.
إقامة القسط والحياة العادلة.
تأسيس الوحدة والترابط الإجتماعي.
ثم بين أن هناك في السياسة نوعان من النظام الإجتماعي السياسي وهما النظام الإستبدادي وهو أن تكون هناك قيادة سياسية اجتماعية لها حقوق مطلقة على المجتمع وهناك مسؤوليات مطلقة للمجتمع اتجاهها لكن في المقابل هذه القيادة ليس عليها أي مسؤوليات تجاه المجتمع وليس للمجتمع أي حقوق لديها بمعنى أنها آحادية ولكن هناك أيضاً والكلام للشيخ سعيد النوري ان هناك نوع آخر من النظام الإجتماعي السياسي وهو النظام الثنائي الحقوقي وهو أن النظام الإجتماعي السياسي يقوم على سياسة لها حقوق على قاعدتها إلا انها أيضا عليها مسؤوليات اتجاه قاعدتها والقاعدة الجماهيرية أيضا لها حقوق ومسؤوليات على قاعدتها وهذا النوع من النظام هو الذي بينه لنا القرآن الكريم فالنظام الإجتماعي السياسي الإسلامي ينتمي إلى أنظمة ثنائية متبادلة الحقوق بعكس النظم الإستبدادية وهذه هي النقطة الجوهرية في محور بحثنا.
ولذلك القرآن الكريم وفيما يرتبط بالرسول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ذكر القرآن الكريم مجموعة من الحقوق لرسولنا الأكرم باعتباره النموذج الأرقى للقيادة الإنسانية للمجتمع وفي المقابل ذكر مجموعة من الحقوق للأمة على رسول الله فأسس القرآن الكريم نظاما سياسيا اجتماعيا متبادل الحقوق والواجبات بين القيادة والقاعدة يهدف إقامة التزكية والحكمة والعدل والوحدة وسرد سماحة الشيخ النوري نماذج من الحقوق للقيادة ونماذج من حقوق أفراد المجتمع الإسلامي على القيادة.
المحور الثاني: النظام السياسي الخارجي.
انتقل سماحته للحديث حول المحور الثاني بقوله ان القرآن الكريم أصل مجموعة من المبادئ فيما يرتبط بالدور العالمي والإنساني للأمة الإسلامية وعلاقتها بالأمم الأخرى ومنها :
1.تجسيد المعروف ومكافحة المنكر عالمياً
2.تجسيد العدل والقسط مع المختلفين دينياً وغير المعتدين
3.المقاومة والحزم مع المعتدين والمستكبرين
4.احترام المواثيق والأعراف الدولية
المحور الثالث: مميزات النظام السياسي الإسلامي
وهي:
الجذور التوحيدية والأخلاقية.
الشمولية الإنسانية.
تبادلية الحقوق بين القيادة والجمهور.
المزاوجة بين الولاية والشورى.
التوازن بين الداخلي والعالمي.
التوازن بين الأخلاق والحزم.
المحور الرابع: مميزات النظام السياسي الوضعي
وهي:
1.انقطاع الجذور العقدية
2.انقطاع الرؤية الأخلاقية
3.سيادة قيم المصلحة واللذة المادية
4.شعارات الحقوق والحرية المادية
5.أهمية التطوير المادي
6.سيادة قيم الظلم والإعتداء والإفساد
الورقة الثانية
(مبادئ الدولة من وجهة النظر القرآنية)
لسماحة الشيخ عبد الغني عباس (من علماء السعودية، أستاذ في الحوزة العلمية والمشرف على مؤسسة القرآن نور).
بدأ سماحته بالثناء والشكر لممثلية المرجع المدرسي على استمرارية هذا المؤتمر لعامه الرابع وحساسية المواضيع التي طرحها واهميتها للمجتمع والباحثين.
واستعرض سماحته بحثه بتوطئة حول تعدد التفاسير وإشكالية التفسير في عصرنا الراهن، حول مصطلح جديد ظهر وهو مصطلح التفسير الموضوعي وهو أن يقوم المفسر بجمع معلومات مختلفة في المكان والزمان ولكنها متحدة في الموضوع، ويجمعها قاسم مشترك، موضحاً بأن فائدة التفسير الموضوعي أن الصورة فيه تكون أكثر تكاملية، وحاجتنا إلى التفسير الموضوعي تتلخص في سببين وهما أولاً: تبيان الصورة المتكاملة لأي موضوع من المواضيع التي نرتئي نقاشها واستشفاف الرؤية القرآنية بها. ولسبب الثاني هو: أن القرآن قادر على التفاعل مع زماننا وواقعنا.
وبعد أن استعرض سماحة الشيخ فاتحة ورقته دخل الشيخ عبدالغني في صلب الموضوع وهو الدولة في القرآن الكريم فقال سماحته: بأننا اذا أردنا أن نتعرف عن مفهوم الدولة في القرآن الكريم فإننا لا نجد حديثا تفصيلياً حول هذا المفهوم، فربما لم يأت مفهوم الدولة في القرآن بالمعنى السياسي وإنما جاء بالمعنى الإقتصادي، فآية الدولة نزلت فيما يتعلق بتداول المال بين الأثرياء وليس بشأن السلطة بين المهتمين بالشأن السياسي، فقد لا يكون هناك حديث تفصيلي حول مفهوم الدولة في القرآن، ولكن هناك تفصيل إجمالي حول هذا المفهوم وهذا ما ينبغي لنا أن نغوص في عمقه.
وطرح سماحته بعض الإستفسارات وهي هل أن هناك حصرية لشكل الدولة في القرآن الكريم؟ مع التنبه ان هناك شكلان للدولة وهما الدولة الشرعية بوجود النبي أو الإمام، والدولة غير الشرعية وهي عكس الأمر الأول وإن لم توجد فماذا ينبغي أن نفعل آنئذ؟
حينئذ والكلام للشيخ عبدالغني عباس ينبغي لنا أن نبحث ونتصيد عن مبادئ ووظائف وشكل الدولة في القرآن الكريم كمحاولة من أجل تصيد المبادئ التي ترتكز عليها الدولة ووظائفها وطريقة تعاملها مع الشعب، يمكن لنا أن نأخذ الآيات القرآنية التي جمعت بين النبي كليم الله موسى على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام، وبين فرعون، فلو تمكن من جمع هذه الآيات التي ترتبط في سياق واحد وهو مفهوم الدولة، فالقرآن الكريم يحدثنا تحديداً عن فرعون سواء في حواراته مع بني إسرائيل أو مع كليم الله موسى وذكر سماحته بعض النقاط الرئيسية التي دارت حولها هذه الآيات مع تفصيل كل نقطة وشرحها للحضور الكريم والتي يمكن لنا أن نتصيد منها مفهوم الدولة وهي:
1.المركزية والربوبية والدكتاتورية.
2.الشورى في النظام السياسي.
3. الإعلام عند فرعون.
4. حصرية التوجيه الثقافي.
وختم سماحته حديثه بالقول بأن هذا البحث يحتاج على تتمة في محاولة التصيد للكثير فيما بين حوارات فرعون وموسى وفرعون مع بني إسرائيل حتى نتوصل بالنتيجة إلى المبادئ العامة للدولة ولكن من وجهة نظر قرآنية منطلقين في ذلك من الآيات التي تتحدث بني إسرائيل.
قدم سماحة السيد جعفر العلوي (رئيس جمعية الرسالة الإسلامية) مداخلة حول موضوع النظام السياسي الإسلامي بين التصور القرآني والتصور الوضعي، وهو أن النظام الوضعي بما هو موجود الآن وبما هو أيضا مؤصل في القرآن الكريم، هو على مستويات وليس على شكل واحد، فالأطر العامة للنظام السيئ لا يرتقى للمستوى الراقي القرآني.
الليلة الثانية 21.05.2010 البرنامج لليلة الثانية بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم بصوت القارئ حسين فلاح.
وقد أدار الجلسة الأستاذ هاني (من المنطقة الشرقية) الذي رحب بدوره بالحضور الكريم ومؤكداً بأن القرآن الكريم هو دستور الحياة فلم يترك بين دفتيه لا شاردة ولا واردة في حياة البشر إلا ووضع لها نظاماً متكاملاً، يسيرون عليه من أجل تحقيق السعادة والعدل بين الناس.
الورقة الثالثة:
(فقه الدستور وأحكام الدولة الإسلامية في المفهوم الإسلامي).
للدكتور راشد الراشد (باحث وكاتب في الشأن الديني والسياسي).
بعد أن ناقش تعريف الدستور وتعريف الدولة دخل الدكتور راشد الراشد بتناول المحورين الأساسيين في بحثه وهما الدستور والدولة، وقال بأن نظام الدولة قد تطور تطوراً مع تطور الأنظمة الدستورية وقد سرد الكتور سرداً حول الأنظمة السياسية والدستورية في عصور ما قبل الإسلام وما بعده وكيف أن رسول الله (ص) قد أخرج مفهوم الدولة من الفرد إلى المجموع، أي من سياق الفرد إلى مجموعة من القيم والمبادئ حينما أسس أول دولة في المدينة المنورة ووضع قوانين في إطار نظم أخلاقية منظمة.
ثم تكلم الدكتور الراشد حول مقومات الدولة ولخصها في ثلاث محاور هي:
1.الأرض.
2. الشعب.
3. الدستور. الذي ينظم علاقة هذا المجتمع بكافة أفراده وأطيافه ويضع القيم الأخلاقية التي تنظم حياة هذا المجتمع.
ثم تحدث عن أهداف الدستور من الناحية القانونية وقسمها إلى خمسة أقسام هي:
1. إيجاد شكل وإطار للنظام السياسي الذي تؤول إليه مسؤولية الحكم وإدارة هذا المجتمع.
2. شرح المبادئ التي يقوم عليها البناء الأساسي للنظام السياسي وقواعده الأساسية.
3. شرح وتحديد الهيكل المؤسسي لبناء الدولة الإسلامية.
4. شرح الحقوق والواجبات لكل مكونات التنظيم الإداري الذي يحدده الدستور بشكل النظام السياسي وهيكله الإداري.
5. تحديد الآليات والأدوات الرقابية على عمل أجهزة الدولة.
ثم أردف الراشد شارحاً الغايات الكبرى من الدستور وعددها في ثلاث نقاط هي:
1. الإرتقاء الحضاري.
2. سيادة القانون وخضوع الدولة إلى مجموع من اللوائح والقوانين والنظم.
3. ضمان الإستقرار.
ثم قراء للحضور الكريم وشرح لهم بإيجاز أحكام الدستور في لغة القانون وحول الشرعية والدستور والقواعد الدستورية بحسب المفهوم الإسلامي وعن أن القواعد الأساسية للدستور الإسلامي هي ذاتها الواردة في مصادر التشريع الإسلامي وهي القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وروايات أهل البيت (ع).
أيضاً تناول الدكتور راشد الراشد موضوع مصادر الدستور بالمفهوم الإسلامي وهي:
1. القرآن الكريم.
2. السنة النبوية الشريفة.
3. العقل.
4. الراسخون في العلم أي الفقهاء.
انتقل بعد ذلك الدكتور الراشد إلى الإختلافات الأساسية بين الدستور بالمفهوم الإسلامي والدساتير الأخرى وأوجزها في ثلاث نقاط هي:
1. الإختلاف في المصدر حيث أن الدستور الإسلامي مصدره الله سبحانه وتعالى وباقي الدساتير مصدرها البشر.
2. الثبات في المفهوم الإسلامي ثابت الرؤية والمنهج بينما في الدساتير الأخرى عكس ذلك تماما.
3. الحيادية في النظام الإسلامي الذي يضع نظام عام صالح لكل الناس بمختلف ألوانهم وأطيافهم وأعراقهم وإنتمائتهم أم الدساتير الوضعية فهي دائماً تغير وتفصل بمقاس العائلة أو القبيلة أو الحزب أو من هم في سدة الحكم والسلطة.
واستطرد الراشد حديثه بتعداد سمات الدستور الإسلامي وهي:
1. السمو والثبات.
2. الكمال والتمام.
3. الإستقرار.
4. الإنسانية والعالمية.
5. العدالة والمساواة.
وختم الراشد حديثه حول أحكام الدولة الإسلامية التي تنبثق من الحدود الشرعية التي قال فيها بأنه لا بد وأن يكون للفقهاء وأعلام الأمة دور في الإشراف والرقابة على جانب التشريعات للمجالس المنتخبة، ففي النظام السياسي الإسلامي المجلس التشريعي لا يكون فوق الجوانب التشريعية التي تتصل بالنظام التشريعي الفقهي للشريعة الإسلامية.
الورقة الرابعة:
(تجربة أول حكومة إسلامية في المدينة المنورة، إسهاماتهاوسماته).
لسماحة السيد مجيد المشعل (رئيس المجلس العلمائي ـالبحرين).
هناك نظريتان تتداولان حول دور الحكومات ومسؤولياتها:
1. التنمية والازدهار المادي والرفاه الاجتماعي.
2. الدولة التي تدافع عن حدود الدولة الجغرافية والمبدئية وكيان الأمة وقيمها وعزتها وهويتها.
فالرسول الأكرم هو صاحب الرسالة الإسلامية العالمية الخالدة وهو زعيم الأمة وأقواله سنة متبعة وكاشفة عن الموقف الإسلامي والرؤية الشرعية انطلاقاً من موقعيته كقيادة إلهية للأمة ومن النص القرآني الصريح حيث قال سبحانه وتعالى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً).
بعدها عرج سماحته حول المبررات والأهداف، بأن الحكومة الإسلامية بالمنظور الإسلامي ليست هدفاً لذاتها وإنما هي وسيلة للحفاظ على مجموعة من القيم الأساسية في الإسلام أو قل هي وسيلة للحفاظ على المشروع العقائدي والفكري والروحي للأمة، وبعبارة ثالثة فهي وسيلة للحفاظ على الرسالة الإسلامية وهوية الأمة والحفاظ على كرامة الأمة وعزتها. ولا يمكن التفريط في القيم والرسالة الإسلامية وفي عزة الأمة وكرامتها، ولأن الرسول الأكرم (ص) وباعتباره صاحب رسالة يحمل مشروعاً كبيراً فلا بد من تأسيس دولة تدعم هذا المشروع وتحافظ على تلك الرسالة وهذه مسؤولية إسلامية كبرى لا تختص بالرسول الكريم (ص) بل هذا شأن كل صاحب نظرية ومشروع.
لقد اتخذ الرسول (ص) عدة خطوات تأسيسية للتهيئة الموضوعية لظروف الدولة الإسلامية وهي:
1. بناء مسجد مركزي في المدينة واتخاذه مركزاً للعبادة والسياسة والجهاد.
2. تحكيم أواصر المحبة بين المسلمين من خلال المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار.
3. تحديد معالم السياسية الداخلية والخارجية عبر كتابة وثيقة المعاهدة السياسية بين المسلمين واليهود.
المحور الثاني من بحث السيد المشعل كان حول إنطلاق مشروع الدولة الإسلامية في المدينة المنورة والموقف الحاسم لرسول الله (ص)، والعنفوان والهيبة التي كانت للمسلمين خلال تلك الحقبة مع ذكر نماذج من تلك الحقبة وقد عاش رسول الله (ص) صراعاً مريراً وقاسياً من أجل تشييد الدولة الإسلامية الفتية وقد شيد ذلك حتى أصبحت دولة مهابة، وخلال خمس سنوات وجه عدة خطابات إلى ملوك الدول المجاورة يدعوها للإسلام.
الورقة الخامسة:
(الدولة الإسلامية أمر الرب وأمنية البشرية، أهدافها، معالمها،نموذجها)
لسماحة الشيخ عبد الله الصالح (نائب الأمين العام لجمعية العمل الإسلامي)
في بداية إلقائه قال الشيخ عبدالله الصالح أن في القرآن كل ما يحتاج له الإنسان ومثل هذه المؤتمرات من المحطات التي يجب أن تطور وتنمى وتكثر، وأن الدولة أو النظام الإسلامي هو أمر من الرب لأن الله كان أمره بإقامة هذا النظام والبشر يتوقون لهذا النظام. وحيث أن بداية البشر لم تكن توجد فيها التعقيدات ولم تكن تستوعب النظام الإسلامي حينها، فلم تكن حينئذ أطروحة لها ولكن ومع التعقديات التي حدثت لاحقا للبشر أصبح النظام الإسلامي أمراً مطلوباً.
واوضح سماحة الشيخ الصالح إلا أن هناك ثلاث أنواع من السلطات منذ القدم وحتى اليوم وهي:
1. الدولة المستبدة ونموذجها فرعون الذي طرح نفسه كإله، ونمرود.
2. الدولة الشوروية أو الديمقراطية باصطلاح اليوم ونموذجها ملكة سبأ.
3. الدولة الإلهية الربانية ونموذجها النظام الإلهي الرباني كنبي الله يوسف عليه السلام.
وبعد أن استعرض هذه النماذج الثلاثة ومميزاتها من خلال آيات القرآن الكريم، استطرد الصالح حديثه بالقول أن النظام الإسلامي هو وسيلة لإبراز القيم الربانية الإلهية ولإرساء قيم الحق والعدل والمساواة والحرية في الحياة.
واختتم الشيخ عبدالله الصالح حديثه بنموذج نبي الله يوسف عليه السلام وكيف كان يعمل على مواصفات الحكم والقيادة وذكر نماذج من حكمه لمصر وكيفية إدارته للدولة.
وقد قدم سماحة الشيخ حبيب الجمري مداخلة بتساؤل حول ورقة الدكتور راشد الراشد بالقول بأننا كمسلمين خيارنا الإسلام ودستورنا القرآن الكريم والإشكال المعاصر حول تطبيق الرؤية الإسلامية والمنهج الإسلامي الذي يدور تطبيق الخيار الإسلامي ونظامه ممن يطبق المنهج الإسلامي من غير المعصوم وحول من يضمن لعامة الناس أن غير المعصوم من عامة الناس أن يطبق التجربة الإسلامية حينما يقدمها الإسلامي غير المعصوم كأنها قرآن منزل. وقد أجاب الدكتور بأن الضمانة هي الحالة الرقابية التي أسسها الإسلام، وهذا بعد عملي يحتاج دوما إلى رقابة.
ورشة العمل القرآنية
بعنوان ( الإنسان في مواجهة الأزمات والابتلاءات )
يوم الجمعة 21.05.2010 م صباحاً
على هامش مؤتمر القرآن الكريم عقدت ورشة عمل قرآنية بإدارة جمعية النبأ العظيم، تحت عنوان: (الإنسان في مواجهة الأزمات والابتلاءات) بمشاركة وحضور مجموعة نخبوية من المتخصصين والمشرفين على الانشطة القرانية في البحرينوالمنطقة الشرقية من الملكة العربية السعودية، وقد أدار الورشة سماحة الشيخ حبيب الجمري والأستاذ علي آدم أمين سر جمعية النبأ العظيم لعلوم القرآن الكريم.
ابتدأ البرنامج من الساعة الثامنة والنصف وحتى التاسعة والنصف بفترة تناول وجبةالإفطار مع التعارف بين الجهات المشتركة في الورشة.
وقد ألقى سماحة الشيخ حبيب كلمة افتتاح الورشة التي استهلها بالترحيب بالحضور الكريم قائلاً: على هامش مؤتمر القرآن الكريم تعقد هذه الورشة أو الملتقى للاستماع إلى البصائر القرآنية والأفكار الإبداعية القرآنية من قبل الباحثيين والدارسين تحت عنوان (الإنسان في مواجهة الأزمات والابتلاءات) والمشاركون في هذه الورشة متنوعون وفي معرض كلمته التي بدأءها بقراءة هذه الآية (أحسب الناس أن يُتْرَكوا أن يقولوا آمنا وهم لا يُفْتَنون) قال الشيخ الجمري بأن أساليب القرآن الكريم تنوعت وتعددت في مناقشة مفردة البلاء، وقد عالج القرآن الكريم هذه المسألة على النطاق الفردي والشخصي والإجتماعي، وشخصت الآيات القرآنية عموم البلاء في آيات كثيرة.
وأكد أن في بلادنا الإسلامية قد لا تجد بيتاً إلا وحل به صنف أو نوع من أنواع الابتلاءات والتي قد لا يعبر عنها الإنسان في الرخاء عما ابتلي به في الشدة.
وقد أدار الورشة الأستاذ علي محمد آدم من جمعية النبأ العظيم لعلوم القرآن الكريم.
الورقة الأولى:
العنوان:"كيف يُصبر القرآن الكريم الإنسان المبتلى"
الجهة : جمعيةالذكر الحكيم – السنابس.
المقدّم :الأستاذ حسن عبد الشهيد الصفار.
بين فيها أن القرآن الكريم اتخذ أسلوباً عملياً في تهدئة نفس المبتلى في العديد من المواضع والآيات الكريمة وقد لخص الأستاذ ورقته في سبع نقاط سريعة مع ذكر الآيات المتعلقة بكل نقطة و هي:
1. الإبتلاء هو علامة الإيمان.
2. الإخبار السابق . أي أن الله سبحان وتعالى بلغنا مسبقاً في كتابه الحكيم أننا سنبتلى.
3. فرصة ومنبه للرجوع إلى الله سبحانه وتعالى.
4. البلاء مقياس التميز فالإنسان المبتلى الصابر يتفاضل عن غيره.
5. المبتلى هو مهتدي في حد ذاته.
6. اقتران البلاء بالله سبحانه وتعالى.
7. أكثر الابتلاءات نزلت على الأنبياء والمؤمنون.
الورقة الثانية:
العنوان : " الابتلاء وطريقة التعامل معه"
الجهة : العراق.
المقدّم :سماحة السيد سجاد المدرسي (نجل المرجع المدرسي).
بدأ سماحته حديثه بالقول أن القرآن كتاب فيه تبيان كل شيء وحينما نقول ذلك إنما نقول لأن القرآن الكريم هو كتاب التشريع في قبال كتاب التكوين وكل ما في الكون من أمور فإن في القرآن ذكر لتلك الأمور ومعالجة لها،
وقدم سماحة السيد المدرسي خمس خطوات في سبيل معالجة الإبتلاء وهي:
الخطوة الأولى: أهم خطوة على المبتلى أن يفعلها هي الرجوع إلى القرآن الكريم لكي يجد حلاً لمشكلته ولنفسه وكما يقول الإمام علي عليه السلام استنطقوا القرآن.
الخطوة الثانية: الابتلاء سنة مهمة: وهي الحكمة التي خلق الله سبحانه وتعالى فيها الإنسان من أجلها فيجب على الإنسان أن يصحح رؤيته إلى الحياة فالحكمة من الابتلاء هي العودة إلى الله سبحانه وتعالى فالابتلاء عندما يأتي يأتي لسببين هما:
1. ذنوب الإنسان. 2. الامتحان الصعب لرفع درجة المؤمن.
الخطوة الثالثة: التسليم لأمر الله سبحانه وتعالى: فالصبر درجة والرضا درجة أرفع منها.
الخطوة الرابعة: عدم كفران النعمة إذ لا معنى لأن نكفر بكل نعم الله المغدقة علينا بسبب بلاء بسيط نزل علينا وإنما ينبغي لنا شكر تلك النعم ومن ضمنها نعمة الابتلاء.
الخطوة الخامسة: النظرة الإيجابية تجاه الابتلاء.
الورقة الثالثة:
العنوان: "الأزمات والابتلاءات ضرورة مختارة"
الجهة: مملكة البحرين.
المقدّم: سماحة السيد محمد علي العلوي.
حيث لخص سماحته طرحه إلى ثلاثة نقاط أساسية وهي:
1. الوجود ومحل الإنسان فيه. إن الله سبحانه وتعالى قد خلق الإنسان من أجل هدف وغاية واحدة قد بينها في قوله عز وجل (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) فالإنسان هو قضية هذا الوجود الذي أعلنه المولى عز وجل.
2. الخوف ويد الله الإلهية. من أراد الجنة عليه بالتسليم وفهم معادلة الابتلاء بشكل صحيح ، فكل ما يأتي إلينا يجب أن نفهم أنه خير من عند الله سبحانه وتعالى حتى لو كان ظاهره شراً.
3. لماذا الأزمات والابتلاءات. فإن الله جعل الإبتلاء من أجل تمحيص البشر وإخراج معدنهم الأصلي.
الورقة الرابعة:
العنوان: " الإنسان في مواجهة الأزمات والابتلاءات .. النموذج القرآني"
الجهة : لجنة أنوار القرآن – المملكة العربية السعودية .
المقدّم : الأستاذ علي آل زواد.
إن ما يهمنا هو الجانب التربوي لمسألة الابتلاء وكيف تعامل القرآن الكريم معه.
الحقيقة الدامغة التي يقرها القرآن الكريم هي أن جميع الأنبياء الذين ورد الإبتلاء في حقهم قد اجتازوا هذا الإبتلاء بنجاح، ولو قمنا بتقصي دقيق لحالات الإبتلاء لوجدنا أن هناك أسراراً دفينة توجه المؤمن إجتياز ما هو سبب في وصوله إلى هذه الدرجة وهذه الأمثلة التي يسوقها القرآن الكريم كانت سبباً من أسباب ثبات دعوة الحق بوجه الباطل فـ (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) أقوم لنا في كل حالاتنا في حالات البلاء وحالات الرخاء على حد سواء، ومعرفة هذه المفاهيم ونشرها بين المؤمنين يجعلهم قادرين على توجيه مشاعرهم وأحاسيسهم في حالة الأزمات، كما بإمكاننا تنسيق هذه المفاهيم من خلال برامج تربوية، تؤصل مفهوم الصبر والتحمل للناشيء على وجه الخصوص وللمؤمنين على وجه العموم. وإن ارتباطنا بالقرآن الكريم هو بحد ذاته يدفعنا للطمأنينة والسكينة (وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين).
الورقة الخامسة:
العنوان : " البلاء منهاج بناء الإنسان"
الجهة : ملتقى القرآن الكريم – المملكة العربية السعودية .
المقدّم : الأستاذ حسين منيان.
عندما جاء الإسلام كان هدفه الرئيسي إصلاح الإنسان وتحرير إرادته من ظلام الجاهلية ورق والعبودية وتكليفه بما يحقق له السعادة في الدارين وفي القرآن الكريم أعطى لنا صورة الإنسان في غاية السمو والرفعة فهو أحسن المخلوقات وأقومها واكرمها وأشرفها وهو حامل الأمانة ، فالقرآن الكريم هو كتاب حق لا يحدثنا عن الأزمات التي يواجهها الإنسان من أفكار فلسفية أو معتقدات تطرفية أو مشاكل اجتماعية إنما يتحدث القرآن لنا عن سنن وقيم وعن قواعد حقة في مواجهة كل الصعاب والإبتلاءات من خلال ضرب الأمثلة والقصص التي تكشف لنا حقائق نستنير ونستبصر بها وهناك أكثر من 17 عنواناً في القرآن الكريم في مختلف مجالات الحياة تدعو الإنسان للالتزام بها كقوانين وكضوابط لتنظيم شؤونه في الحياة وهي أفضل منهاج بناء الإنسان فهو يدعو إلى الصبر والإستقامة والثبات ومواجهة المحن وعدم الركون إلى الظالم ويدعو بالعدل والإحسان وإيتاء الزكاة واتباع القيادة والتفكر في خلق السماوات والأرض والدعوة إلى السلام والوحدة والأخوة ولحكم بما أنزل الله والدعوة إلى حسن الخلق وتزكية النفس ومثال على ذلك أمة موسى عليه السلام حينما غاب عن قومه 40 يوماً.
الورقة السادسة:
العنوان : " الإنسان في مواجهة الأزمات والإبتلاءات "
الجهة : جمعيةالذكر الحكيم – السنابس..
المقدّم : السيد هاشم الموسوي .
حيث بدأ بشرح مفردة المواجهة إذ أنها تحتاج إلى أسلحة وجيش في مواجهة الجيش الآخر ومواجهة الابتلاءات تحتاج إلى قوى نفسية تارة وعملية ومالية تارة أخرى بحسب الإبتلاء الموجه إلى الإنسان، والإنسان بطبيعة حاله يعيش الضعف والفقر إلى الله تعالى فحينما ينفصل الإنسان عن ربه فانه يفقد القوة ولا يملك لنفسه شيئا ً ولذلك فهو يحتاج إلى أسلحة ليواجه بها الإبتلاات التي يواجهها في الحياة ومن أهم هذه الأسلحة هي الصبر ونلاحظ التركيز على هذه النقطة من قبل الله سبحانه وتعالى بأن صبر الإنسان يلهم به من الله سبحانه وتعالى وليس صبراً ذاتياً (واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون) فشعور الإنسان المؤمن بأنه يقف في خندق الحق ويدعم حزب الله يجعله يعيش ما ورد في هذه الآية (وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى) وقد يأتي الصبر من باب التواصي بين المؤمنين إذ قال تعالى ( وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) ومن ضمن الأسلحة التي يواجه بها الإنسان هذه الإبتلاءات :
1. ذكر الله واليوم الآخر / فنحن في مجتمع يعيش حالة من الإضطراب النفسي ويكثر فيه الإنتحار وذكر الله واليوم الآخر يجعل الإنسان مطمئناَ نفسياً
2. التفكر في عاقبة الصبر
3. االأمل الإلهي والإيمان بالغيب
4. الدعاء وحالة الإلتجاء إلى الله سبحانه وتعالى
5. استذكار وتذكر الأقوام السابقة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم
الورقة السابعة:
العنوان : " الإبتلاء هو اختبار الإنسان المؤمن "
الجهة : جمعيةإقراء – عالي ..
المقدّم : الأستاذ عبدالله أبوالحسن .
إن كل ما نمر به في حياتنا هو ابتلاء وكما يقول سبحانه وتعالى ﴿لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ وعرج الأستاذ أبو الحسن على بعض آيات الذكر الحكيم المتعلقة بالبلاء والصبر عليه واختتم الأستاذ بطرح سبل مواجهة هذه الإبتلاءات عن طريق القرب من القوى المطلقة إلى القرب من الله سبحانه وتعالى والصبر والتقوى والرضا والوعي بأن هذا البلاء هو اختبار وهو نعمة لا يقدرها إلا المؤمنون
المداخلات
وكانت هناك عدة مداخلات بعد الورشة لسماحة الشيخ مجيد العصفور الذي شدد على ضرورة وجود ثقافة للإبتلاء والصبر كجهاز مناعة يواجهاا المؤمنون وأردف قائلاً بأن هناك حاجة إضافة على هذه الثقافة وهي أن يكون هناك علماء متخصصون في الشأن المعرفي القرآني وعلماء متخصصون في العلاج النفسي فلدينا مشكلة في تحوير جانب النصوص الدينية إلى تشريعات ومناهج وأن الذي لدينا هي برامج تلقي وليست برامج تدريب وأوضح سماحته بأن علينا أن نتعلم كيف ينبغي لنا أن نحول هذه البصائر القرآنية إلى برامج تدريبية
أيضاً كانت هناك عدد من المداخلات لسماحة السيد محمود الموسوي والسماحة الشيخ محمد حسن آل إبراهيم والأستاذ محمد محسن الزيادي من لجنة القرآن الكريم بجمعية الصفا الخيرية بالسعودية وسماحة الشيخ ياسر الصالح.
مقالات ذات صلة:
- في المدينة المنورة، الموسوي يبحث الشخصية بين الصبر والشكر - 2010/08/23
- الموسوي في لقاء تلفزيوني مباشر عن خصوصية زيارة الأربعين - 2010/08/23
- السيد محمود الموسوي لقناة (أهل البيت): زيارة الأربعين دعامة للتوحيد وتنسجم مع القيم والمبادئ الاسلامية - 2010/08/23
- كتاب زيارة الإمام الحسين (ع) في جريدة الوقت - 2010/08/23
- التدبر هو الذي يحدد العلاقة الصحيحة بين الإنسان والقرآن - 2010/08/23
أحدث المقالات - من جميع الأقسام:
مقالات متفرقة:
المقالات الأكثر قراءة:
- ما معنى جوامع الكلم؟ - 2010/09/20 - قرأ 49028 مرُة
- معجم المؤلفين البحرينيين يترجم للسيد الموسوي - 2015/05/28 - قرأ 35948 مرُة
- هل في المرض أجر؟ وما صحة قولنا للمريض: أجر وعافية؟ - 2015/05/20 - قرأ 33870 مرُة
- لماذا نسجد على التربة الحسينية؟ - 2010/08/10 - قرأ 32120 مرُة
- مالذي يقصده الإمام الحسين من قوله: (لم أخرج أشراً ولا بطراً..) وهل لها انعكاس على الواقع الشخصي؟ - 2016/10/08 - قرأ 28587 مرُة
- بحث فقهي معاصر في حق الزوجة في المعاشرة - 2011/03/30 - قرأ 20507 مرُة
- ماهو واجبنا تجاه الامام المنتظر والاستعداد للظهور؟ - 2010/08/30 - قرأ 20033 مرُة
- السيرة الذاتية - 2010/08/08 - قرأ 19916 مرُة
- ماذا تقولون في كلمة الإمام الحسين عليه السلام: خط الموت على ولد آدم.. - 2016/10/08 - قرأ 19848 مرُة
- سورة الفيل وقريش - 2010/08/11 - قرأ 15918 مرُة