.
وهذا ملخص الكلمة.بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى : ( ومن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب).
وقال الرسول الأعظم (ص) : ( إنه مكتوب على يمين العرش : إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة).
هنالك جانبان في إحيائنا لذكرى عاشوراء الإمام الحسين (ع) :
جانب الإمام نفسه و مسيرته .
وجانب من يحي هذه المناسبة وهم نحن.
وقد ننظر لمقولة الرسول الأعظم (أن الحسين مصباح هدى وسفينة نجاة) من الجانب الأول الذي يعبّر عن مقام الإمام الحسين وخواصّه الذاتية التي تعرفنا بأنه ينير الدرب لأنه الهدى ، وهو ينجينا من الظلمات ، بل سفينته أوسع ، وفي لجج البحار أوسع ، كما في الروايات الشريفة ، وهذا عادة ما يتحدث عنه الخطباء وما نتناوله في هذه الذكرى ..
إلا أن هنالك جانباً آخر وهو نحن الذين نحي هذه الشعائر التي يكون إحياؤها تقوى للقلوب كما في الآية ، هل يكون لنا الحسين مصباح هدى وسفينة نجاة أم لا ، وبمعنى آخر هل ننال هذا الشرف فنستضيء بنوره سلام عليه أم لا ؟
فلا يكفي ان الإمام الحسين نور وضياء ليكون لنا كذلك ، بل لابد أن نحمله ليشملنا هذا النور.
كيف يتم ذلك ؟
هذا السؤال مهم ، فإذا عرفناه سنخرج بأكثر فائدة من هذا الموسم الذي تتنزّل فيه الرحمة الإلهية وبركات الإمام الحسين على كل من يدخل في هذا الجو.
كما أن عبادة العالم أفضل سبعين مرة من عبادة العابد كما تحدثنا الروايات ، كذلك في إحيائنا لهذه الذكرى العظيمة ، فمن يعرف كيف يستفيد منها سيكون أفضل سبعين مرة من ذلك الذي سيكون فيها من دون علم ، لاشك أن الله برحمته الواسعة وبركات الإمام ستشمله كما جاء في الروايات (من بكى فله الجنة .. ومن تباكى فله الجنة) إلا أن العالم العارف سيكون أعلى سبعين مرة منه.
ولكي نجيب على هذا التساؤل علينا أن نلاحظ نقطتين :
أولاً : أن نستفيد من ألأجواء الربانية لهذه المناسبة ، التي تهيء النفس من خلال الدمعة ، فإن الدمعة تطفئ غضب الرب ، ومن بكى على الإمام الحسين فله الجنة ، هذه رحمة الله وبركات الإمام تتنزّل على كل من يبكي ، إلا أنه بإستطاعتنا أن تكون هذه البركة أكبر وأوسع ، وذلك يتم إذا جعلنا هذه الدموع تقودنا إلى أهداف سامية وقرارات في الخير ، أي تقودنا إلى التوبة إلى الله عز وجل ، وإلى نية عمل الخير ، و مضاعفة أعمالنا الخيرة ، فهذه أجواء مناسبة لمثل هذه القرارات .
ثانياً : علينا أن نأخذ تلك الفضائل والمآثر التي أبداها الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه في كربلاء ، ونحولها إلى قيم تحكم حياتنا ، تلك القيم من شأنها أن توسع الأفق و تستنهض الهمم إلى أوسع مداها .. لقد قال رسول الله (ص) إن لقتل الإمام الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تنطفئ أبداً ، هذه الحراراة حرارة في كل اتجاه ، وهذه نبوءة من الرسول (ص) بأن تلك الحرارة مستمرة عبر إحياء المناسبة وحمل القيم الحسينية ، فينبغي أن نقرر بأن نكون ضمن من تسكنهم تلك الحرارة ، لتستمر أعمالنا ونوفق إليها.
وفقنا الله وإياكم للإستفادة المثلى من مناسبة عاشوراء الحسين (ع) بأفضل أشكالها.
للإستماع (المكتبة الصوتية)
مقالات ذات صلة:
أحدث المقالات - من جميع الأقسام:
مقالات متفرقة:
المقالات الأكثر قراءة:
- ما معنى جوامع الكلم؟ - 2010/09/20 - قرأ 48822 مرُة
- معجم المؤلفين البحرينيين يترجم للسيد الموسوي - 2015/05/28 - قرأ 35928 مرُة
- هل في المرض أجر؟ وما صحة قولنا للمريض: أجر وعافية؟ - 2015/05/20 - قرأ 33233 مرُة
- لماذا نسجد على التربة الحسينية؟ - 2010/08/10 - قرأ 31476 مرُة
- مالذي يقصده الإمام الحسين من قوله: (لم أخرج أشراً ولا بطراً..) وهل لها انعكاس على الواقع الشخصي؟ - 2016/10/08 - قرأ 28371 مرُة
- بحث فقهي معاصر في حق الزوجة في المعاشرة - 2011/03/30 - قرأ 20474 مرُة
- السيرة الذاتية - 2010/08/08 - قرأ 19747 مرُة
- ماهو واجبنا تجاه الامام المنتظر والاستعداد للظهور؟ - 2010/08/30 - قرأ 19616 مرُة
- ماذا تقولون في كلمة الإمام الحسين عليه السلام: خط الموت على ولد آدم.. - 2016/10/08 - قرأ 19533 مرُة
- سورة الفيل وقريش - 2010/08/11 - قرأ 15799 مرُة