وقفة مع العلاّمة المهتدي في قناعاته

وقفة مع العلاّمة المهتدي في قناعاته
تحولات الوعي من الممانعة إلى الموادعة

أود في هذا المقال السريع أن أقف وقفة حوارية مع ما طرحه سماحة العلامة الشيخ عبد العظيم المهتدي في محرم الحرام عام 1429هـ عبر نشرة (الحسين) الصادرة عن جمعية أهل البيت(ع) التي يترأسها سماحة الشيخ، وقد طرح سماحته في مقاله، رسائلَ موجهة لكل من (الشعب ، والحكومه، والمعارضة والعلماء)،

.

تحت عنوان (قناعات المهتدي بقلم المهتدي!!). ولعلمي أن سماحة الشيخ صدره واسع للحوار، ومحب لسماع وجهة نظر الآخرين، فإنني متأكد من حسن ظنه، فقد كانت تحصل بين الفترة والأخرى بيينا بعض المحاورات حول أمور مختلفة، كما أن التعاون بيننا في العمل الإسلامي الذي يخدم الأمة مستمر، كما هو مستمر مع الآخرين. إلا أن ما دعاني هذه المرة لكتابة رأيي في قناعات سماحته هو نوع تلك القناعات من جهة، وأيضاً لكونه نشرها على العلن، وطلب مني شخصياً قراءتها، وقد وعدته بذلك..

كما لا أنسى أن أنوّه أن مقالته تلك تشتمل على كثير من النقاط الإيجابية التي لا شك أنها تساهم في بناء واقع أفضل للأمة، مثل التمحور حول القيم الأخلاقية، وإشاعة مبدأ التعايش وقبول التعدد والتنوع في الأمة وما شابه ذلك.. إلا أنني أقف هنا مع بعض الأفكار التي وردت في المقال، وأرى أنه من الضروري الوقوف على رأي واضح بشأنها، لمدخلية أثرها في ثقافة الإنسان ووعيه، وبالتالي ستوجّه سلوكه ومساره. حيث سأمر بنوع من الإختصار ما استطعت، وما توفيقي إلا بالهل عليه توكلت وإليه أنيب.

المفاهيم بين الأصالة والوضع
ملخص ما طرحه سماحة الشيخ في قناعاته حول بعض المفاهيم التي ترد في أدبيات الحركات الإسلامية، هو:

• أنه لا يؤيد كلمة (معارضة) ويدعو إلى استبدالها بكلمة (مناصحة)، وكذلك كلمة (ثورة) لا يرى لها أصالة في الإستخدام القرآني أو الروائي عن النبي(ص) واهل بيته (ع). فلذلك لابد من مسحها من قاموس الحركة الإسلامية.
• أنه يرى أن هذه الكلمات تستبطن الكره، والعنف والتخريب، فتدعو صاحبها للثورة على نفسه وأهله ومجتمعه، فهي مصدر العصبيات والقطيعات والتراشق..
• أنه ليس من الصحيح تسمية نهضة الإمام الحسين بثورة الإمام الحسين(ع)، لأن الإمام الحسين داعية إصلاح..

الكلام في المفاهيم كلام مهم، لأن المفاهيم هي بوابة لإيصال رسائلنا إلى عقولنا ووعينا أولاً، ومنها نرسلها إلى الآخرين، من هنا يأخذ الكلام أهميته، لذلك ينبغي أن ننظر لمصدر ذلك المحتوى ونعي إيحاءاته بشكل دقيق وواضح.

إن الكلمات التي نتداولها إما أن تكون دلالاتها لغوية، تأخذ مضمونها وشرعية استخدامها، من الإستعمالات اللغوية عند العرب، أو تكون دلالاتها شرعية فتأخذ مضمونها من المصادر الشرعية (النصية) حصراً..

فالنوع الأول من الكلمات: تشكل لنا المصطلحات والمفاهيم الوصفية التي نستعملها في تداولاتنا للدلالة على معاني معهودة مسبقاً، بأي نوع من أنواع العهد، المذكور سياقاً أو المعهود عرفاً، أو المعهود علمياً في قواميس المصطلحات أو ماشابه ذلك..
والنوع الثاني من الكلمات: هي التي تشكل لنا منظومة المفاهيم والمصطلحات القيمية، التي تختزل في داخلها مضموناً أصيلاً لايمكن انفكاكه عنها، وهذا النوع كما أسلفنا، مصدره النصوص الشرعية المعتمدة.

هنا تحديداً قد وقع سماحة الشيخ في نوع من الإشتباه المنهجي، الذي حمّل من خلاله مفهوماً من النوع الوصفي تبعات المفاهيم القيمية، فقال: (ونتساءل عن كلمة (الثورة) لِمَ لم يستخدمْها القرآنُ في الدّعوةِ إلى التغييرِ والإصلاح ولا نَجِد لها استعمالاً في أحاديثِ النبيِّ الأمين والأئمّةِ الطاهرين؟!).

فكلمة الثورة هي للدلالة على حالة من التحرك السياسي أو مرحلة من مراحله، وهي كلمة وصفية لهذه الحالة من التحرك، لذلك ليس من الصحيح منهجياً أن نرفضها أو نقبلها على أساس استخدامها في النصوص الشرعية بهذا المعنى أو عدم استخدامها..لأنها ببساطة، من الكلمات الوصفية، وبالطبع فإن ذلك سينسحب على كثير من الكلمات التداولية التي تسالمنا عليها وتعاهدنا على معانيها، فإن كان سماحة الشيخ سيرفض كلمة (الثورة) لعدم ورودها بهذا المعنى، فلابد أن يرفض كلمة (جمعية) وكلمة (حوزة) التي يستخدمها في تسمية مؤسساته، لعدم ورود هذه الكلمات في لسان الروايات.

وقد علّل سماحة الشيخ رفضه لكلمة (ثورة) بتعليل آخر يتصل بالمضمون الذي يختزنه هذا التعبير، وقال : (لأنها كلمةٌ تختزنُ العُنفَ والتخريب ومع غيابِ التوجيهاتِ التربويّة أو ضعفِها ترى الفردَ يثورُ حتى على أحبّتِه وأرحامِه بحُجّةِ الثوريّة إنْ خالفوه ولو في الطريقة! وهنا يَكْمُنُ المصدرُ في العصبيّات والقطيعات والتراشُقِ بالكذبيّات التي مزَّقتْ ولاتزال أبناءَ المجتمع الأقربين فضلاً عن الأبعدين.)

ولا أدري بالضبط من أين أتى سماحة الشيخ بهذا التضمين للكلمة بشكل مطلق، فلو راجعنا الكلمة بالرجوع لمصدرها (ثار، يثور، ثوراً، وثوراناً..) في كتب اللغة لوجدنا أن (ثار) لها معان متعددة، وكلها تتحدد حسب السياق وحسب النسبة.. فأحياناً تأتي بمعنى (هاج) أو بمعنى (الوثب) وإذا قيل ثار الغبار وغيره أي (ظهر وسطع) ، وثار الماء (نبع بقوّة) و ثوران الشفق (إنتشاره وإرتفاعه) وثوّر الأمرَ أي (بحثه).. كما في لسان العرب وغيره.

فأصل الكلمة لها دلالات مختلفة تتأرجح بين الهيجان والنهوض وبين الإنتشار والسطوع، وبين البحث والتقليب..
لذلك نجد استخدامات الكلمة قرآنياً لها دلالات مختلفة، بل لها دلالات متحركة ومنسجمة مع المشهد الذي تحكيه الآيات في جملة من المعاني ذات أبعاد رائعة وإيجابية..

يقسم رب العزة والجلال بخيول المجاهدين التي تثير الغبار دخولا لسوح الجهاد (فالمغيرات صبحاً. فأثرن به نقعاً).. وفي قوله تعالى (لا ذلولٌ تثير الأرض ولا تسقي الحرث) ، فتثوير الأرض تقليبها من أجل إصلاحها لإستقبال البذور لتنمو فتثمر ثمراً طيباً.. وقوله عز وجل: (وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا) أي استخرجوا كنوزها وخيراتها..

وفي حركة التثوير في السماء نرها تبعث الحياة على الأرض بتوفير ماء المطر عبر إرسال الرياح لتثير السحاب الممطر، كما يقول تعالى: (وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ)<فاطر : 9>.

فلا نجد أصل المضامين السلبية التي أوردها سماحة الشيخ المهتدي، كالعنف والتخريب في كلمة (ثورة) أوأصلها المصدري، لا في اللغة ولا في الآيات القرآنية، بل على العكس تماماً، فإن استخدام القرآن الكريم فيه دلالات الإحياء واستخراج الكنوز والخيرات..

كل ذلك الإيراد ليس مبرراً لرفض هذه الكلمة، إلا إذا قلنا أن هنالك حساسية ما من استعمالها، أو أن استخداماتها في الواقع العملي من البعض قد يكون فيه نوع من السلبية أو عدم وعي لأدبياتها، وكل ذلك لا يعطينا المسوّغ لرفضها..

وعلى العموم فإن الثورة هي مرحلة تصل إليها المجتمعات بعد تفاقم المشكلات السياسية ووصولها إلى طريق مسدود، وليس شرطاً أن تكون في السياسة فقد تكون ثورة إجتماعية أو ثورة ثقافية أو إقتصادية، وقد توسع الحديث في مجالاتها حتى أصبح لها علم يسمّى بعلم الثورة، ولسنا مجبرين على الأخذ بتنظيرات مفكري ذلك العلم، فإننا كمسلمين نمتلك ضوابطنا في التحرك وأدبياتنا التي انطلقت من المخزون المعرفي الذي نؤمن به.

ومن الجدير بالذكر أنني وجدت رواية قد عبّرت بكلمة (يثور) كما هي مستخدمة في الأدبيات السياسية الإسلامية، فعن أبي عبد الله (ع) في حديث حول أمر ما، قال في آخره (حتى يثور ثائر الحسين (ع). أي حتى يثور الإمام المهدي المنتظر (عج) ورواها البعض بتعبير(حتى يقوم)، إلا أن الشيخ الصدوق في كتاب (من لا يحضره الفقيه) وكتاب العلل ذكرها بلفظ (يثور)، فهذا تعبير إمام معصوم عن ثورة إمام معصوم آخر، فلا مجال فيها للمعنى السلبي، على الإطلاق.

والكلام نفس الكلام يجري في كلمة المعارضة، إلا أنه يجدر الإشارة إلى أن سماحة الشيخ المهتدي اقترح أن تستبدل كلمة المعارضة بكلمة (المناصحة)، مع العلم أن النصيحة هي مهمة من مهام المعارضة، فهذا الإختزال للمعارضة في المناصحة فقط ، قد يعني أنك لا ينبغي أن تعارض أمراً أو ترفضه كمشارك سياسي لك حق المشاركة السياسية، فأن تكون ناصحاً فقط، هذا يعني أن لا تدخل في أي عملية تأثير وبناء في الوطن، ولا تدخل في أيٍ من القوى الثلاث.. التشريعية والتنفيذية والقضائية..وهذا لعمري تبسيط واختزال يصل إلى حد يسلب الإنسان حقوقه بنفسه..

القراءة التاريخية بين الإستيعاب والتجزئة

في سياق حديث سماحة الشيخ المهتدي حول رفضه لكلمة الثورة، أبدى قراءة تاريخية سريعة لحركة وثورة ونهضة الإمام الحسين(ع)، فيما يخدم مراده، قائلاً:
(فليس مِن الصحيح تسميةُ نهضةِ الإمام الحسين (ع) بالثورة.. فالحسينُ لم يَكُن إلا داعيةُ إصلاحٍ سلميّ قد اضطُرّ للدفاعِ عن عقيدتِه وحُرّيتِه ونفسِه وعيالِه وأصحابِه لمّا قَرَّرَ العدوُّ سَحْقَه، وقد التقى (ع) بابنِ سعدٍ قائدِ الجيش الأمويّ وتفاوَضَ معه للحلِّ السّلمي طالباً منه أنْ يقبلَ له اللّجوءَ ولو إلى جبالِ يَمَن كي يُجنِّب العدوّ مِن الصِّدامِ وسَفْكِ الدّمِ الحرام. ).

فهنا ملاحظتان:
الأولى: أن سماحة الشيخ رفض كلمة ثورة لإعتبارات تحدثنا عنها وأوضحنا رؤيتنا حولها، إلا أنه استخدم كلمة (نهضة الإمام الحسين (ع)، وكلامه يجري على هذه العبارة نفسها، فلم يأتِ حتى اشتقاقها في آيات القرآن الكريم، ولا أدري هل استخدمها أهل البيت بهذا المعنى أم لا.. مع أن كلمة نهضة كلمة معبّرة أيضاً، فالنهضة هي القيام، والمقاومة، والنهوض للقتال، والنهضة بمعنى الطاقة والقوّة، كما ورد في لسان العرب.. فتسويغ استخدام هذه العبارة ومحاربة تلك ليس من الإنصاف.. فكلتاهما معبرتان..

الثانية: لقد أورد سماحة الشيخ هنا رؤية تاريخية عن ثورة الإمام الحسين (ع) وقال إنه داعية إصلاح سلمي، وهذا مما لا شك فيه فهو القائل (لطلب الإصلاح في أمة جدي)..إلا أن الشيخ ذكر أن الإمام الحسين (ع) ولتحقيق السلمية اقترح على ابن سعد أن يخلي سبيله ويذهب إلى اليمن، لكي يجنب العدو الصدام وسفك الدم الحرام..

وهنا أقف، وقفة مع هذه القراءة التي قد تفهم بخلاف ما أراد الإمام الحسين لثورته، فهنا نقول أن الكلام من ناحية أولية صحيح، ولكن كيف نقرأ هذا الحدث؟

فلا يصح أن نقرأ الحدث مبتوراً عن سياقه التاريخي، وليس من الصواب أن نفهم بعض المقولات بمنأى عن المقولات الأخرى التي قالها الإمام في مسيرته..

فهل نفهم من طلب الإمام اللجوء إلى اليمن أنه أراد أن يتخلّى عن رسالة التغيير التي أراد أن يحدثها؟ وهو القائل (أنا أحق من غيّر)..

وإذا قلنا أنه أراد فعلاً الذهاب لليمن، لماذا لم يأخذ برأي أخيه محمد بن الحنفية منذ البدء، ألم يقل له إذهب إلى اليمن، فإن لإبيك ولأخيك فيها محبين؟؟

وسيقودنا هذا إلى أمر خطير، هو أن الإمام لم يكن رأيه ناضجاً والعياذ بالله عندما رفض اقتراح أخيه بن الحنفية، وبعد ذلك أراد أن يعمل بالرأي الذي خالفه؟؟!!

أوهل أراد الإمام (ع) الهروب من سلطة يزيد، والتخلّص من بيعته؟ وهو القائل (ومثلي لا يبايع مثله)..

قراءة نصوص المسيرة الحسينية بشمولية واستيعاب لكافة مراحلها، يعطينا حقائق لا تقبل التحوير أو اللبس.. وهي أن الإمام الحسين(ع) رأى أن يزيداً وبالاً على الإسلام ولابد من إحداث التغيير ولو كان ذلك بسفك أطهر دم على وجه الأرض..

ولأن القراءة المجزوءة للنصوص الشرعية بشكل عام، تساهم في بناء رؤية ذوقية واستحسانية، يأخذ كل شخص منها ما يدعم توجهاته ورغباته وخياراته، تماماً كمن قالوا أن الله تعالى قال:(ولا تقربوا الصلاة..) وبتروا الآية لتأتي موافقة لرغباتهم.. وقد سمعت أحد العلماء الكبار يتحدّث من فوق منبر الإمام الحسين (ع)، مدعياً أن الإمام لم يكن ليتحرك لو لم تأتيه كتب أهل الكوفة، مدعياً أن حركة الإمام للتغيير لا تأتي إلا بعد أن تجمع الأمة على ذلك، ولا بد أن تأتي بالشورى.. متناسياً المسؤولية القيادية للإمام، وحمل هم الأمة في قلبه وعقله، حيث قال: (إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله..)..

ولذلك فإن بعض مقولات الإمام عليه السلام في مسيرته الكربلائية نجدها قد عبّرت عن أهدافه وتطلعاته بوضوح كما كانت في الكتاب الذي أعطاه محمد بن الحنفية، وبعضها كان إجابة عن سؤال سائل، وكان يجيب الإمام حسب الطرف المقابل.. وبعض النصوص جاءت لإلقاء الحجة على القوم، وما إلى ذلك..

الحديث في أمر القراءة التاريخية يطول لطبيعة البحث، اكتفي بذلك، وقد كتبت كتاباً تناول (قراءة في الخطاب الإصلاحي للإمام الحسين (ع)، تعرضت فيه إلى القراءة الإستيعابية للخطاب الحسيني الشريف.

وأنا هنا لا أقرر ما يعنيه الشيخ في كلامه لأنه يحتمل وجوهاً متعددة ..

وما يجدر ذكره ـ خارجاً عن الموضوع ـ في ثورة الإمام الحسين (ع)،هو أن تجديد ذكراه في كل عام، يضعنا أمام قيم التغيير وفعل الإصلاح، ومبادئ التحرك الرسالي، لنرفض الظلم ونرفض التزييف ونعمل من أجل الحرية والكرامة والعزّة.. فقد كانت تلك المعاني في كربلاء أوضح من الشمس في رابعة النهار، لذلك فإن كربلاء حجة علينا في كل تحرك نتحركه.. وأي إلتواء على النصوص الدينية أو استغفال للعقول عبر المداهنة ستفضحه كربلاء بقيمها، كما فضحت يزيد وأعوانه.

مناصحة الحكومة ومعارضة المعارضة

بقراءة متفحصة للبندين الأول والثاني، الخاصين بالحكومة والمعارضة، نجد أن سماحة الشيخ المهتدي، قد أورد بعض الملاحظات الصحيحة بشكل عام، كأمراض تبتلى بها المعارضة، إلا أنه قسى عليها في قبال لينه مع الحكومة، فعلى المستوى الكمي، فإن مساحة الحديث للمعارضة كانت ستة أضعاف ما وجهه للحكومة، في وقت نرى الجهات المسؤولة في الدولة لا تألوا جهداً في استحقار المواطنين عبر الترويع والإعتقالات التعسفية العنيفة، وتعمد الإستخفاف بكل مواطن شريف، عبر سياسات التجنيس العشوائي والسياسي، وعبر تجميد كل الملفات التي تعود بالنفع على المواطنين، وعبر سياسات التمييز الطائفي.. ألا يستحق عناء هذا الشعب المقهور ظلماً، بعض السطور من سماحة الشيخ ليوجّه لومه للحكومة؟؟

هل المطالبة بتفريغ المعارضة من محتواها لتحويلها إلى جماعات موادعة في قبال احتقان سياسي، وعنف واستحقار لكل المطالب المشروعة، سيجدي نفعاً؟ وهل الإقتصار على المناصحة ثم المناصحة ثم المناصحة سيغير من لا أذن له؟
فإذا لم تكن هنالك أذن تصغي، فمن الطبيعي أن تحدث تموجات وحراك مجتمعي ضاغط، تطلب التغيير كنتيجة وكرد فعل، لعدم الإصغاء.. وإن وجدت تلك الأذن التي تصغي، فعلينا أن نرفع أصواتنا بمطالبنا ونصدع بمظلوميتنا..

في الختام.. هذه وقفة لمخض الرأي كما يقول أمير المؤمين (ع) لينتج سديد الآراء، وظني كبير بسعة صدر سماحة الشيخ المهتدي حفظه الله، نسأل الهن أن يمنّ علينا بالهدى والتوفيق لما يحب ويرضا، ودعائي لكل العلماء العاملين بالتوفيق والسداد.
12/محرم الحرام/1429هـ

من مؤلفاتنا